صورة الرجل في الرواية النسائية السعودية

اختارت الباحثة السعودية نورة سعيد القحطاني الرواية التي تكتبها المرأة السعودية في الفترة مابين (1410ه_1424ه /1990م_2003م) لتبحث فيها عن زاوية الصورة الفنية للرجل ، وحددت في كتابها ( الرجل في الرواية النسائية السعودية الصورة والدلالة) عدة صور سلبية وإيجابية للرجل

اختارت الباحثة السعودية نورة سعيد القحطاني الرواية التي تكتبها المرأة السعودية في الفترة مابين (1410ه_1424ه /1990م_2003م) لتبحث فيها عن زاوية الصورة الفنية للرجل ، وحددت في كتابها ( الرجل في الرواية النسائية السعودية الصورة والدلالة) عدة صور سلبية وإيجابية للرجل

الأربعاء - 25 نوفمبر 2015

Wed - 25 Nov 2015

اختارت الباحثة السعودية نورة سعيد القحطاني الرواية التي تكتبها المرأة السعودية في الفترة مابين (1410ه_1424ه /1990م_2003م)
لتبحث فيها عن زاوية الصورة الفنية للرجل ، وحددت في كتابها ( الرجل في الرواية النسائية السعودية الصورة والدلالة) عدة صور سلبية وإيجابية للرجل.

أولا_الأب:
(رمز المجتمع الذكوري):
الأب هو رمز السلطة لأنه صاحب القرار والمرجع الذي يحدد الواجبات التي يخضع لها الجميع في الأسرة، ويعد المعلم الأول للأبناء والقدوة التي يحتذى بها .

مثال ذلك:
رواية (ومرت الأيام) ( مزامير من ورق) لنداء أبو علي، ( إمرأة على فوهة بركان) لبهية بوسبيت
(اللعنة) لسلوى دمنهوري، (الشياطين تسكن الأعشاش) لمهرة العصيمي، (أنثى العنكبوت لقماشة العليان،(وجهة البوصلة) لنورة الغامدي، ( ومات خوفي )لظافرة المسلول.

ظهرت صورة الأب في هذه النماذج الروائية ذات بعد قمعي مضطهد ركزت فيها الروائية على رفضها مظاهر العنف التي يمارسها الآباء على أبنائهم.

( الأب النموذج):
يعد الأب أول رجل في حياة المرأة وهو النموذج التي تحدد في ضوء علاقتها معه تصوراتها ورؤيتها للرجل في مستقبل حياتها .

مثال ذلك:
رواية (عندما ينطق الصمت) لحنان كتوعة، ( آدم.
.
ياسيدي) لأمل شطا، (أنثى فوق أشرعة الغربة) لنورة المحيميد.

وهكذا نرى انحسار إيجابية الرجل في الروايات النسائية المدروسة ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن الأب في مجتمعنا سلطوي ،إضافة إلى أن أسلوب التربية المعتمد مع الفتاة وانعدام الفرص أمامها في اتصالها بالأب وإقامة روابط عاطفية سليمة معه يؤثر على نظرتها له.

ثانيا_الزوج:
( قسوة الصورة):
شغل الزوج حيزا كبيرا في روايات الكاتبة السعودية ‘فصورته بصور مختلفة، خائنا
أنانيا ،مستبدا وظالما،يظهر في كل رواياتها معبرا عن معاناة الزوجة الصابرة المضطهدة.

مثال ذلك:
رواية ( امرأة على فوهة البركان) ) لبهية بوسبيت، (الشياطين تسكن الأعشاش) لمهرة العصيمي، ( آدم.
.
ياسيدي) لأمل شطا، (افتقدتك يوم احببتك) لصفية عنبر، (أنثى العنكبوت) (عيون على السماء) (بكاء تحت المطر) (بيت من زجاج) لقماشة العليان.

وقد ألقت الضوء على مدى الهامشية التي تعانيها الزوجة والعلاقة المتوترة مع الزوج.

(المثال المرتجى):
تنحصر مثالية الزوج في الروايات النسائية السعودية المدروسة في عدة صفات وكأنما تعرضها الكاتبة لتعلن عن طبيعة الطموح لدى المرأة تجاه الرجل.

مثال ذلك:
رواية (ومرت الأيام) لنداء أبو علي، ( امرأة على فوهة البركان) (حكاية عفاف والدكتور صالح) لبهية بوسبيت، (المصير) لليندا الوابل.


ثالثا_الأخ:
(سلطة العنف):
يمثل الاخ في مجتمعنا السلطة الثانية داخل الأسرة،فيحل محل الأب في غيابه وقد ينصب نفسه كثيرا الرقيب المسؤول عن تصرفات أخته.

مثال ذلك:
رواية ( امرأة على فوهة البركان) ) لبهية بوسبيت، (امرأة من عصرنا) لعائشة حماد،(أنثى العنكبوت) لقماشة العليان.

ومثلما ترفض الروائية السعودية شخصية الأخ القاسي المستبد الذي يمارس السلطة على أخته ويضطهدها فإنها أيضا ترفض أيضا ضعفه واستكانته.

(مصدر الأمان):
تركزت ايجابيات الأخ في الروايات المدروسة في حنانه وعطفه على أخته،فصورت لنا الكاتبة السعودية كواقف مشرفة للأخ الحنون كمثال يقابل لغة التسلط والعنف الذي تعانيه الأخت من أخيها في كثير من أسر المجتمع السعودي.

مثال ذلك:
رواية ( حكاية عفاف والدكتور صالح) لبهية بوسبيت،(اللعنة) لسلوى دمنهوري، (الشياطين تسكن الأعشاش) لمهرة العصيمي.

هذه الروح التي رسمتها الروائية السعودية توقا إلى صورة مثالية ينبغي أن يظهر بها الأخ في الواقع.


رابعا_الإبن:
(ناتج القمع ومنتجه):
يحتل الابن مكانة متميزة في الأسرة السعودية وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا هاما في تشكيل ملامح شخصية الابن سلبا أو ايجابا ،فيحق له فرض سلطته على الأصغر منه تأهيلا لتوليه السلطة بعد والده.

مثال ذلك:
رواية (مزامير من ورق) لنداء أبو علي،(أنثى العنكبوت)(بكاء تحت المطر) لقماشة العليان، (اللعنة) لسلوى دمنهوري،(الشياطين تسكن الأعشاش) لمهرة العصيمي، (ومات خوفي) لظافرة المسلول .

أول مايلفت النظر في صورة الإبن عند الروائية السعودية تلك السلبية المفرطة والاستسلام فنجده يقف عاجزا أمام إرادة والده.

(الإبن وفيا بارا):
ظهر الابن وفيا بارا في بعض روايات الكاتبة السعودية، وتمثل ذلك في بره بأمه والإحسان إليها وحرصه على رضاها.

مثال ذلك:
رواية ( حكاية عفاف والدكتور صالح) لبهية بوسبيت،(آدم.
.
ياسيدي) لأمل شطا.

لم تظهر صورة الإبن الايجابية الا في روايتين فقط من الروايات المدروسة ،وتفسير ذلك انشغال الكاتبة بإبراز موقفها من قضيتها مع الرجل المضطهد لها في المجتمع، وهذا جعلها تتبع صورته السلبية في رواياتها أكثر من الايجابية