علي المطوع

الراشد والعلياني.. مقام ومقال قضية وحوار

الجمعة - 06 ديسمبر 2019

Fri - 06 Dec 2019

صدفة ساقت جائزة العمود الصحفي للأستاذ عبدالرحمن الراشد لتكون بين يدي علي العلياني، مستلما لها في توقف مؤقت قبل أن تذهب إلى الفائز بها صاحب العمود الشهير في صحيفة الشرق الأوسط.

كان ذلك ضمن مؤتمر الإعلام السعودي الذي أقيم في الرياض في بحر الأسبوع الماضي.

المشهد غريب والصدفة أغرب، فهناك تداخل بين الصورة والرأي، بين التقرير المصور والمقال الصحفي، البعض يراها تكاملية وأن كلاهما يخدم الآخر، والبعض ينحاز لواحد على حساب الثاني.

الراشد عبدالرحمن صحفي عتيد عتقته التجربة والأحداث وصيرته صاحب رأي إن لم يقبل به فهو العاصفة التي تثير الجدل، فتكشف خبايا الحدث وتؤرشفه لتعاد قراءته في أي بادرة حدث أو مناسبة تعيده إلى الواجهة من جديد.

تجربة الراشد أكبر وأعمق من أن تختزل في هذا المقال وأسطره المحدودة، فيما العلياني يعيش وهج نجوميته وحضوره وألقه، فجديته، وعزيمته، أهلتاه ليكون الأوفر شهرة والأكثر جماهيرية في البرامج الحوارية والإخبارية المصورة، شخصيته الحازمة تساير حضوره، ومهنيته تجعله الأوفر جدلا والأكثر صناعة له فى أوساطنا الإعلامية.

السؤال: ماذا لو عكسنا الأدوار المهنية بينهما، هل سيظلان نجمين ساطعين كما هو حالهما اليوم؟

السؤال مغزاه أبعد من المقارنة أو الوصول إلى حالة من التفاضل بينهما، السؤال يمكن أن تعاد صياغته بطريقة أخرى، هل ما زال العمود الصحفي بمحتواه المعروف بالمقالة قادرا على تشكيل حالة من الرأي أو حالة من الجدلية في قضايانا المعاصرة؟ أم إن الصحافة المصورة سحبت أو في طريقها لسحب البساط من تحت المقالة وسدنتها؟

أعتقد أن الصحافة المصورة - وهي تخصص العلياني، باتت الأكثر تأثيرا وقدرة على تجسيد حالة من التثاقف والتأثير، اختلافا واتفاقا تجاه القضايا المختلفة، الصحافة المصورة تختزل الزمان والمكان، وتعيد تدوير الخبر بطريقة تفاعلية أكثر تأثيرا على المتلقي، مهما كان مستواه الفكري والثقافي، لذلك البرامج الحوارية المباشرة والمبنية على الصورة والتقرير هي الأنجح والأنجع للوصول إلى حالة التأثير المباشرة والمطلوبة.

أما المقالة الصحفية فهي في طريقها لتصبح شيئا من التراث الإعلامي، خاصة في ظل عزوف الناس عن القراءة، وتوفر وسائل التواصل التي باتت تعتمد على الصورة الحية وبشكل أكبر، في إبراز الخبر وربما اجتزائه وإعادة تشكيله بما يتوافق مع الإعلام وتوجه صانعيه.

مؤتمر الإعلام السعودي الأخير - الذي تابعته من بعيد - كان منعطفا مهما في إبراز جوانب إعلامية وثقافية كبيرة وكثيرة، لكن تظل جائزة الراشد عبدالرحمن ولحظة استلام العلياني لها، الصورة الأميز بالنسبة لي، كيف لا وهي تزاوج بين الصورة والرأي، بين التقليدي والعصري، بين الماضي والحاضر.

@alaseery2