عبدالله المزهر

مختصر الأسبوع (5/12/19)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 05 ديسمبر 2019

Thu - 05 Dec 2019

من غرائب هذا الأسبوع أن الاتفاق لم يهزم، وهذا شيء يدعو للتفاؤل، صحيح أن سبب ذلك أنه لم يلعب أصلا ولكن هذا لا يعني تجاهل سعادة عدم الخسارة، وبعيدا عن الاتفاق والخسائر، فلعل هذا أبرز ما قيل في هذه المساحة في خلال الأسبوع المنصرم:

- فكرة محاربة التدخين بتقليل جودته وزيادة المواد الضارة فيه تبدو فكرة غريبة بعض الشيء، إنها تشبه فكرة محاربة الفقر من خلال قتل الفقراء، أو القضاء على البطالة باعتقال العاطلين، وأنا هنا لا أتحدث عن الغلاف الجديد ولا الصور التي وضعت عليه، لأنها فكرة مقبولة وإن كانت وسيلة مقززة لغاية نبيلة. لكن الحديث عن رداءة المنتج نفسه والذي أجمع على رداءته كل المدخنين، الخبراء منهم والمستجدين.

- شعار المدخنين الذي رفعوه في مواجهة الهجمة الشرسة التي تطالهم هو: أعطني منتجا يستحق السعر والضريبة التي أدفعها ودعني أمت بمزاج جيد.

- والكارثة تكون أكبر حين يتعلق الغش بالمنتجات التي يحبها الصغار، لدرجة أني على قناعة بأن تناول طفلي «لرأس معسل» ـ غير مغشوش ـ أقل خطرا من تناوله بعض الحلويات ذات الشكل الجذاب والصور الجميلة.

- لا أجد فارقا كبيرا بين من يغش ـ تصنيعا أو استيرادا- في سلع استهلاكية تعرض حياة الناس للخطر وبين إرهابي يحمل حزاما ناسفا، ربما كان الفارق الوحيد أن الثاني واضح ومكشوف ويمكن اتقاء شره، أما الأول فإنه قد يكون قدوة ووجها اجتماعيا يفسح له في المجالس.

- من الصعب أن تضمن يقيناً أن الذمة والضمير كانا على قيد الحياة أثناء تصنيع أو استيراد الشيء الذي ترغب في شرائه.

- أحلم الآن على الأقل بأن يستطيع الكاتب أو الإعلامي أو الفنان أن يمشي واقفا تحت سقف الحرية حتى لا ينكسر ظهره لكثرة خوفه من اصطدام رأسه بالسقف الموجود. يصعب أن يصدق العالم إعلامنا ونحن لا نصدقه، أو فلنقل لا نثق به كثيرا.

- الصحافة الحقيقية مهمتها هي نقل ما يريده الناس وما يفكرون فيه إلى الحكومة وليس العكس، وأظن أن طريقا في اتجاهين ينقل من الحكومة للناس ومن الناس للحكومة سيكون طريقا رائعا.

- مشكلة الإعلام السعودي ليست في الورق ولا في الإعلام الجديد ولا في ظهور وسائل التواصل، الأمر لا يتعلق بالوعاء بقدر ما يتعلق بالمحتوى نفسه، وأن معضلة الإعلام هي سقف الحرية الذي لا يكاد يفصله عن قاعها فاصل، بدون مساحة معقولة من الحرية يصعب حتى

على المؤتمرين في منتدى الإعلام أن يناقشوا مشاكل الإعلام

- كان الأغبياء ـ على سبيل المثال ـ معروفين في دوائرهم الضيقة، يعرفهم أهلهم وبعض جيرانهم، وضررهم غير متعد، هم خطرون في محيط الشارع أو الحي أو القرية التي يعيشون فيها. خارج ذلك النطاق هم بشر عاديون لا أحد يهتم لوجودهم.

- حتى الشواذ والمنحرفون جنسيا كانوا موجودين، يمارسون رذيلتهم وانحرافاتهم بعيدا عن أعين «الأسوياء»، ليس خجلا بالطبع، فالحياء أمر لا علاقة له بالشذوذ، ولكنه خوف المجرمين، فالجريمة مرتبطة بالخوف والسرية منذ أن اخترعها الإنسان كوسيلة للتكسب.

- صانع الإشاعات الآن لم يعد يحتاج أصلا إلى إشاعة مقنعة، أي إشاعة مهما كانت تافهة وغبية وساذجة يمكن أن تنتشر وتشيع بين العالمين في دقائق. انشر إشاعة بلهاء بين مليون شخص وسيصدقها في أحسن الأحوال ألف منهم. وهذا عدد كاف لم يكن يحلم به رواد صناعة الإشاعة السابقون.

- أقترح إلزام مشاهير وسائل التواصل بوضع صور بشعة ومقززة على ملابسهم عند ظهورهم في مقاطع مدفوعة الثمن .. لأنهم أشد ضررا من التدخين.

agrni@