حذامي محجوب

انتقام اردوغان

الاثنين - 02 ديسمبر 2019

Mon - 02 Dec 2019

تتوالى خيبات أمل إمام أكرم أوغلو عمدة إسطنبول الجديد كل يوم أمام الإدارة المركزية والحزب الحاكم للبلاد.

إن حزب العدالة والتنمية، الحزب المحافظ الإخواني للرئيس التركي رجب الطيب إردوغان لم يقبل خسارته في رئاسة المدينة التي تتصدر مضيق البوسفور، وهي أهم مدينة في تركيا، لذلك فهو يفعل كل ما في وسعه لتعطيل وتعقيد مهمة البلدية الجديدة.

يبدو أن صعوبات وعراقيل كثيرة إمام أوغلو عمدة أسطنبول الجديد الذي تم انتخابه منذ خمسة أشهر ممثلا عن حزب الشعب الجمهوري - ذي المرجعية التي تعود إلى كمال أتاتورك وهو حزب معارض - على رأس أغنى وأكبر مدينة في البلاد، وقد تصور أكرم إمام أوغلو أن التعايش مع حكومة إردوغان المحافظة ربما يكون ممكنا، لكن يبدو واضحا أنه أساء التقدير.

وقد صرح أكرم للصحافة يوم 24 نوفمبر 2019 حول ما يعانيه من مقاطعة الإدارة المركزية له ورفضها العمل مع إدارته، وقال بأن هذا التعطيل وهذه العرقلة يجعلانه عاجزا حتى عن الكلام.

إن مدينة إسطنبول التي تحوي 16 مليون ساكن تحتاج إلى 20 مليار ليرة تركية، أي ما يعادل تقريبا 3 مليارات دولار أمريكي لكي تتمكن من إنجاز مشروع توسيع شبكة الميترو الذي بقي غير قادر على استيعاب خدمات السكان، فهو رغم الكثافة السكانية والحركة الكبيرة للمدينة لا يزيد على سبعة خطوط فقط.

وقد رفضت البنوك القومية التركية التابعة للدولة والتي كانت هي الممول الرسمي لبلدية إسطنبول، تمويل كل المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية حتى التي تتطلب تدخلا عاجلا.

وقد قال رئيس البلدية "لقد أوصدوا كل الأبواب في وجهي".

فماذا يريد إردوغان من وراء محاصرته وتعطيله لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو؟ هل يريد إجباره على الاستقالة؟ هل يريد إلجامه بتكبيله؟ هل يريد أن يثير عليه غضب سكان المدينة من خلال تعجيزه؟

يبدو أن حزب العدالة والتنمية مستعد للتضحية بسلامة ومستوى عيش 16 مليون مواطن من أجل أن يستمر في الحكم، ويبدو أن الرئيس ما زال يتجرع مرارة هذه الانتخابات ولم يستوعب ولم يقبل خسارة مدينة إسطنبول وانتزاع رئاستها من قبل معارض له.