شاكر أبوطالب

هيئة أو اتحاد.. المشكلة ليست في المسمى!

الاحد - 01 ديسمبر 2019

Sun - 01 Dec 2019

مر عام تقريبا على مصادقة الجمعية العامة لهيئة الصحفيين السعوديين على تغيير مسماها الرسمي، بحذف كلمة «هيئة» وإبدالها بكلمة «اتحاد»، ليصبح المسمى الجديد «اتحاد الصحفيين السعوديين»، وآمل أن يتجاوز التغيير من كلمة واحدة في المسمى إلى إجراء تغيير جذري في أداء الهيئة ومجلس الإدارة، والاضطلاع بالمسؤوليات التي لا زالت على عاتق الهيئة تجاه مهنة الصحافة السعودية وأحوال الصحفيين السعوديين.

على أرض الواقع، هناك مبنى مميز للهيئة، وموقع الكتروني يعوزه التطوير شكلا ومحتوى، وعدد من المحاضرات والزيارات وورش العمل والدورات التدريبية التي أنجزت معظمها لرفع العتب ليس إلا، إلى جانب بيانين صحفيين للتعبير عن موقف الهيئة من قضيتين أثارتا الرأي العام.

على مدى 17 عاما نجحت مجالس إدارة الهيئة المتعاقبة في التملص من القيام بمسؤولياتها الأساسية، وخدمة الأهداف المهنية للصحفيين في المملكة، ورفع مستوى مهنة الصحافة والدفاع عن مصالحها وحقوقها، والعمل على تقدمها وتطورها وترسيخ مفاهيمها واحترامها، ورعاية مصالح أعضاء الهيئة والدفاع عن حقوقهم، والعمل على تحسين حقوق الصحفيين المالية والإدارية، وعدم تعرضهم للضغوط من أرباب العمل.

وكم كنت آمل أن تتحرك الهيئة لحماية مهنة الصحافة، وتحديدا المؤسسات الصحفية وصحفها الورقية، التي لا زالت تعاني من حزمة من التحديات التي تهدد استمرارها، وسط الاكتفاء بالمشاهدة من وزارة الإعلام. ولذلك تسرب العديد من الصحفيين نتيجة بيئة العمل الصحفي غير الصحية، واتجهوا إلى الوزارات والشركات بحثا عن الأمان الوظيفي.

وحتى لا أكرر ما كتبته سابقا عن واقع هيئة الصحفيين السعوديين، والمأمول المنتظر منها، سأنتقل إلى خطوة إيجابية اتخذتها الهيئة، وتنطلق اليوم فعالياتها، هذه الخطوة هي منتدى الإعلام السعودي بمدينة الرياض، بتنظيم من «هيئة الصحفيين السعوديين»، تحت عنوان «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات»، للتعرف على واقع الصناعة الإعلامية وتحدياتها والعوامل المؤثرة فيها، وكشف أساليب صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام في البيئة الجديدة للاتصال، وإبراز أهمية صناعة الإعلام كقوة ناعمة وتداعيات دوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات، والتعرف على آليات التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية في تحقيق عوائد ذات تنافسية، والتأكيد على تأهيل العنصر البشري واستثماره في عصر صناعة الإعلام، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة لوسائل الإعلام وآليات تحقيقها.

يتضمن المنتدى عددا من المحاضرات والندوات وورش العمل التدريبية في العديد من العناوين، أبرزها المحتوى الإعلامي وسلوكيات الجماهير، والحوارات الجديدة في المجتمع الرقمي المعاصر، ومسؤولية الصحافة في الأخبار السريعة في العالم الرقمي، وإلى أين تتجه ميزانيات الإعلان، وقمة العشرين، والإعلام السعودي والمرحلة الجديدة، وسباق التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية.

كنت آمل أن تخصص الهيئة بعض الندوات وورش العمل لمناقشة حالة المؤسسات الصحفية والقنوات الإذاعية والتلفزيونية السعودية، للخروج بتوصيات لإصلاح واقع هذه المؤسسات والقنوات، لتكون في مستوى تطلعات القيادة وطموح الوطن. وكذلك كنت آمل دعوة وجوه جديدة وشابة، بدلا من تكرار الدعوة لبعض الشخصيات، من باب التنويع والإثراء.

shakerabutaleb@