طارق جابر

التهاب البنكرياس

الخميس - 28 نوفمبر 2019

Thu - 28 Nov 2019

البنكرياس أو بالعربية المُعثكلة (وتسمى المِعقَد أو الحلوة) هو غدة كبيرة تقع خلف المعدة على يمين الطحال، ولها وظيفتان: الأولى كغدة صماء (داخلية الإفراز) تفرز إلى الدم عددا من الهرمونات أهمها الأنسولين، والثانية كغدة خارجية الإفراز تفرز للأمعاء بعض الأنزيمات التي تشكل عصارة البنكرياس الضرورية للهضم.

عصارة البنكرياس تنتقل في القناة البنكرياسية لتصب في أول الأمعاء الدقيقة (الإثني عشر). عند نهاية القناة البنكرياسية يوجد صمام تلتقي عنده القناة الصفراء والقناة البنكرياسية.

البنكرياس عضو حيوي ومهم في جسم الإنسان، ولا يمكن الحياة دونه إلا إذا تم تعويض بعض ما يفرزه من هرمونات وإنزيمات، وهو معرض للإصابة ببعض أشد أنواع الأمراض، سواء السرطانية أو الالتهابية أو غيرها.

يعد التهاب البنكرياس من الحالات الطبية الطارئة الدارجة (في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 300 ألف دخول مستشفى سنويا) وهو يأتي على صورتين: الاتهاب الحاد والالتهاب المزمن.

الغالبية العظمى من الالتهابات يكون سببها إما حصوات المرارة (السبب الرئيس في بلداننا) أو الكحول (أكثر في الالتهاب المزمن)، وهناك أسباب كثيرة أخرى كالأدوية والتهابات الفيروسية والبكترية والحوادث والالتهابات الناتجة عن تنظير القنوات الصفراء والالتهابات الناتجة عن ارتفاع الدهون أو الكالسيوم، وغيرها من الأسباب.

تختلف الصورة السريرية والأعراض باختلاف درجة الالتهاب. فهي تتراوح بين الأعراض المحدودة كالآلام الشديدة في أعلى البطن والظهر والاستفراغ، والتي يمكن الخلط بينها وبين أعراض المرارة أو حتى الذبحة الصدرية، أو قد تأتي بصورة أشد خاصة إذا صاحبتها بعض المضاعفات وقد تصل إلى درجة الصدمة.

الأولوية في علاج التهاب البنكرياس تكون لضمان استقرار حالة المريض وإنعاشه والسيطرة على الألم، وتقييم درجة الالتهاب باتباع بعض المقاييس والمعايير الطبية ومعرفة سبب الالتهاب.

معظم حالات التهاب البنكرياس تكون محدودة الأثر وتتحسن حتى لو كانت الأعراض شديدة، إلا أن أقل من عشرها قد يتطور إلى بعض المضاعفات، مثل موات بعض أنسجة البنكرياس أو إصابتها بعدوى بكتيرية، وتكون خراجات أو تكون ما يسمى بالحوصلة البنكرياسية الكاذبة، وهي عبارة عن تجمع مغلق مثل الكرة يحوي عصارة البنكرياس.

بعد ذلك يكون العلاج موجها لمساعدة المريض في الخروج من المرحلة الحرجة ومعالجة المضاعفات إن حدثت، وإصلاح الخلل الأساسي الذي تسبب في التهاب، وبما أن غالبية الالتهابات ترتبط بوجود المرارة وتحدث بسببها يكون من الضروري في حالة وجود حصوات إجراء أشعة أو تنظير للقنوات الصفراء، وإزالة أي حصوات في القناة لو وجدت، يتبع ذلك استئصال المرارة نفسها بعد استقرار المريض وقبل خروجه من المستشفى.

أما التهاب البنكرياس المزمن والقليل الحدوث فيعالج غالبا علاجا تلطيفيا، إلا إذا كان هناك خلل أو تشوه واضح فيمكن في هذه الحالة إجراء أحد أنواع الجراحات الخاصة بذلك، والتي تتطلب خبرة جيدة في مجال جراحة البنكرياس.

drtjteam@