ناصر الهزاني

أمريكا وتحليل الجمهور العربي

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2019

Tue - 26 Nov 2019

تسعى الولايات المتحدة لمعرفة اتجاهات الجمهور العربي تجاه ما تطرحه من قضايا في الإعلام، بهدف التوصل بشكل دقيق إلى معرفة كيف يفكر مستخدمو الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام العربية بمختلف أشكالها، وتفيد وكالة النشر «Mcclatchy» بأن الحكومة الأمريكية قيمت مؤخرا نحو 50 مؤسسة إعلامية في المنطقة العربية مستندة إلى معايير منها قوة تأثير الوسيلة واتجاهها نحو سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ومدى تعاطيها معها وتغطيتها للأحداث المتعلقة بها.

تقرير أمريكي كشف أن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تبنى مشروعا بغرض تحليل تغطية وتعاطي وسائل الإعلام العربية مع السياسة الأمريكية في المنطقة، حيث عمل المشروع على تصنيف مدى تأثيرها على الجمهور العربي، ووجه كوشنر وكالات حكومية أمريكية لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات، إضافة إلى الخبرات الشخصية لهذا الغرض بحسب وكالة النشر الأمريكية «Mcclatchy».

يأتي هذا التحليل لوسائل الإعلام العربية ومستخدميها لمحاولة فهم أكثر للعامل المؤثر في الشارع العربي ومعرفة البيئة الإعلامية الإقليمية، بهدف الوصول إلى المجتمع العربي ومعرفة الطريقة الأفضل للتواصل معه، من خلال تقييم استهلاك المستخدمين العرب للأخبار في كل بلد، مستندة إلى معايير منها: العمر، واستخدام الانترنت، ونسبة من يتلقون المعلومات عبر أجهزتهم الذكية أو عبر مواقع الصحف أو عن طريق التلفزيون. فعلى سبيل المثال اكتشف فريق كوشنر أن انتشار الهواتف المحمولة بين الفلسطينيين كان مرتفعا للغاية، إذ إن أغلبهم يحصلون على الأخبار عبر هواتفهم أثناء الانتظار في طابور للمرور عبر نقاط التفتيش.

إضافة إلى ذلك فقد تم اختيار وسائل إعلام معينة وجرى تحليلها بشكل دقيق، لتقييم مدى حياد كل مؤسسة من خلال طريقة طرحها وتناولها لسياسة الولايات المتحدة، ومعرفة تأثيرها وملكيتها بناء على المعلومات والبيانات التي يجري جمعها.

وتجري آلية تقييم المواد الإخبارية التي تبثها وسائل الإعلام في المنطقة العربية باللغتين العربية والإنجليزية إلى برنامج متخصص يقوم عليه خبراء أمريكيون، ضمن فريق العمل المكلف بنسخ هذا المحتوى المنشور ومن ثم البحث عن الكلمات المفتاحية، والتقاط مقاطع لا تتجاوز مدتها دقيقة حول كل كلمة مفتاحية، حيث يقوم المتخصصون بمراجعة وتحليل كيفية تعاطي تلك المواد الإخبارية وتناولها ومدى حياديتها تجاه السياسية الأمريكية، ومن ثم معرفة ما إذا كان تناول الإعلام العربي ومستخدمي الشبكات الاجتماعية يتحسن بمرور الوقت. يشارك في هذا المشروع مسؤولون من سفارات الولايات المتحدة الإقليمية، ومتحدثون باللغة العربية من وزارة الخارجية.

إن هذا التحليل لوسائل الإعلام العربية ومستخدمي الشبكات الاجتماعية يعطي دليلا على مدى تعاظم دورها واهتمام الدول الكبرى بمعرفة مجتمعاتنا العربية وكيف تفكر، لمحاولة فهم أكثر لكيفية التواصل معها، ومن المهم أن تدرك مؤسساتنا الحكومية المعنية بالإعلام أهمية العمل على تحليل وسائل الإعلام الغربية وكيفية تعاطيها مع قضايا المجتمع العربي، وذلك لمعرفة الطريقة الأفضل للتواصل مع المجتمعات الغربية وتقديم المعلومات الصحيحة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تأتي نتيجة الطرح غير المتوازن من بعض وسائل الإعلام الغربية.

@nalhazani