منصور الشلاقي

غياب القطاع الخاص عن دعم البواسل

الاحد - 24 نوفمبر 2019

Sun - 24 Nov 2019

أمن الوطن وحماية حدوده وممتلكاته يقف وراءهما بعد الله أبطال القطاعات العسكرية والأمنية ضباطا وأفرادا، يدافعون عنه ويضحون بأرواحهم كي نعيش في وطننا بأمن وطمأنينة، هم يسهرون ويتعرضون للخطر، ونحن ننام آمنين مطمئنين لا نفكر بأي خطر يداهمنا في بيوتنا أو في الطرق خلال سفرنا وتنقلاتنا البرية في كل الاتجاهات، وهذا يعود بعد فضل الله إلى بسالة أبطال الميدان، سواء في الأمن الداخلي أو المرابطين على الحدود الذين يعملون بكل أمانة وإخلاص تحت قيادة وتوجيهات حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - التي تهدف إلى توفير الأمن ونشره في كل أرجاء البلاد.

وهؤلاء الأبطال أيا كانوا في القوات المسلحة أو في الأمن العام يستحقون منا بلا شك كل الدعم والمساندة والوقوف والدعاء لهم بأن يوفقهم الله في مهامهم وواجباتهم، وأن يسدد رميهم ويحفظهم من شر الأشرار، ولو أردنا أن نسرد قصص إنجازاتهم وبطولاتهم لن نستطع حصرها في مقال قصير لأن بطولاتهم وإنجازاتهم أكبر من أن تذكر في مقال أو حتى في مقالات عدة ، ولنا في نجاح تصديهم للفئة الضالة وإحباط محاولاتهم ومخططاتهم الإرهابية، وكذلك حماية حدودنا الجنوبية على مدى أكثر من أربع سنوات أكبر دليل وخير شاهد على استبسالهم وتضحياتهم التي لا يمكن لأحد أن ينساها أو يتناساها إلا شخص حاقد أو يجهل بما يقومون به من أعمال بطولية جعلتنا ننعم بفضل الله بمزيد من الأمن والأمان والرفاهية.

وحينما نتذكر بطولات أبطالنا الشجعان عسكريين وأمنيين وما يتعرضون له من مخاطر تصل إلى الإصابات البليغة والاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن، وحينما ننظر أيضا إلى حال المرابطين على الحد الجنوبي واستبسالهم في الدفاع والإقدام بكل شجاعة لصدهم عدوان الميليشيات الحوثية، فإننا نتساءل: ماذا قدم القطاع الخاص من مزايا ومكافآت لهؤلاء الأبطال الأشاوس غير الخصومات شبه الوهمية؟ ولماذا دوره ما زال غائبا عن دعمهم وتشجيعهم رغم استحقاقهم تقديرا لما يقومون به؟

وعندما نتحدث عن القطاع الخاص، فإننا نتحدث عن البنوك والمصارف المحلية، وعن المستشفيات والمستوصفات الخاصة، وعن الشركات والمؤسسات الكبيرة والمتوسطة، وعن قطاع الاتصالات، وعن خطوط الطيران الحكومي والتجاري، وعن الفنادق.. والقائمة تطول.

هذه الشركات والمؤسسات العملاقة في قطاعنا الخاص التي تحظى بدعم غير محدود من الدولة وتجني أرباحها من المواطن، يفترض أنها تتسابق لتقديم كل الحوافز والمزايا التشجيعية لمن جعلوا هدفهم هو تحقيق أعلى درجات الأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين كما تفعل مثيلاتها من دعم كبير للأندية الرياضية، وهؤلاء الأبطال هم الأولى والأجدر بالدعم من غيرهم.

وعن تجربة سابقة فإنه لا شيء يذكر من تفاعل ومشاركة القطاع الخاص إلى جانب القطاع الحكومي في دعم الأبطال، وإن وجد فهو يذكر على استحياء، وهذا مؤسف جدا، وإن لم يتفاعل القطاع الخاص ورجال الأعمال في هذا الوقت فمتى سنرى التفاعل؟

هي دعوة من خلال هذا المقال إلى رجال الأعمال ومؤسسات وشركات القطاع الخاص لتقديم التسهيلات والدعم لأبطال قواتنا وأمننا، خاصة الذين على الحدود، للوقوف معهم بتقديم التشجيع لهم مثل الخصومات، والإعفاءات، وإلغاء إيقاف الخدمات، ومنح قروض بلا فوائد، وإيقاف الحسميات عن المرابطين، كل ذلك يساهم في تشجيع الأبطال ويميزهم عن غيرهم ويرفع من معنوياتهم فهم يستحقون، ورجال أعمالنا كرماء، لكنهم بحاجة إلى التذكير.

@Mansoorshlaqi