طلال الحربي

انطلاقة للعالم بروح التوحيد واللغة سعودية

الاحد - 24 نوفمبر 2019

Sun - 24 Nov 2019

وأنا أتابع تصريحات وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان حول فوز المملكة بعضوية في منظمة اليونسكو، لا أعلم لماذا تبادرت إلى ذهني تلك المواقف والسنوات التي كنا فيها نهاجَم بغير وجه حق بأننا غير منسجمين ولا متسقين مع المحيط العالمي، خاصة في مجالات حقوق الإنسان والتعاون الإنساني والبيئي والثقافي مع بقية شعوب العالم، حتى مع شعوب العالم العربية، وأعني بعضها وبعضا من الإسلامية كذلك، إذ كان تمسكنا بالمحافظة على أصول عقيدتنا الإسلامية السمحة ومنهج التوحيد دائما ما يفسر بأنه سباحة عكس التيار، ولكننا ورغم هذا كله كنا على يقين أن الخلل وإن كان مشتركا إلا أن ما يخصنا من خلل كان متعلقا بأسلوب وطريقة تقديمنا لأنفسنا وتقديم موروثنا الثقافي والفكري والإنساني.

منذ انطلاق رؤية 2030 ونحن نلمس توجهات وإنجازات جادة تهدف إلى تبيان حقيقة موقف وصورة المملكة على الخاطرة الإنسانية الدولية، خاصة أن مثل هذه الفرصة التي أتيحت لمن نال ثقة ولاة الأمر قوية ومدعومة بانطلاق مسيرة رؤية المملكة وطموح أمة في شخص رجل واحد اسمه محمد بن سلمان، هذه المساندة الحقيقية والدعم القوي هما ما جعل من كل الجهات تأخذ حيزها الطبيعي وتقوم بالأدوار الواجب أن تقوم بها، وكانت الخطوة الأولى لوزارة الثقافة هي مركزية العمل الثقافي الداخلي وترتيب أوراقها، ومن ثم الانطلاق نحو المجتمع الدولي.

واليوم وبعد فوزنا بمقعد في اليونسكو بدأنا قطف ثمار هذه الرؤية وهذه التوجهات والمخططات، هذا الفوز يؤكد دور المملكة في المجتمع الدولي وأهمية هذا الدور، وأن فكرنا وثقافتنا العربية الإسلامية متى ما قدمت بالشكل المناسب فإنها تؤتي ثمارها وتصل إلى شعوب العالم ومنظماته الإنسانية بالصورة التي نريد لتحقق الأهداف التي نتمنى، خاصة الأهداف المتعلقة بالسلام ونبذ العنف والعنصرية، وبطبيعة الحال التعايش الإنساني والتعاون المستمر المثمر لخدمة الإنسانية جمعاء.

إن العمل في المنظومة الإنسانية بشكل عام من خلال وزارة الثقافة يعني العمل على كل الأصعدة وفي كل الملفات، السلام والتعايش والبيئة والتربية والتعليم والصحة والفنون والإبداع. كل هذه الأهداف تبدأ دائما من خلال دعم وتنمية مسيرة الشباب في العامل كله، وذلك للوصول إلى مرحلة التنمية المستدامة الخلاقة الإبداعية، وهذه هي حقيقة توجهات الرؤية 2030 وهي مهمة وزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر الذي يحمل على عاتقه تحقيق توازن إيجابي بين ما نريده كشعب سعودي وبين ما يتطلع إليه العالم كله، هنالك بعض الأمور بطبيعة شريعتنا السمحة لن نقبلها، ولكن هذا لا يعني أن نتقاطع تعارضا مع بقية الشعوب التي تقبلها، بل هنالك كثير من الإيجابيات التي تجمعنا والتي تقربنا وتسهم حقيقة في توضيح لماذا نرفض هذا ولا نقبل ذاك بكل روح تسامح إنسانية ومحبة وسلام.

@alharbit1