مختصر الأسبوع (21/11/19)

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 21 نوفمبر 2019

Thu - 21 Nov 2019

ثم إن هذا ملخص ما قلته - وفقني الله - في الأسبوع المنصرم، صرم الله أعداءكم وكل ما ومن تكرهون:

- كل الطغاة واللصوص الذين دخلوا إلى الناس من باب أحلامهم، عرفوا متأخرين أن كثيرا من الناس يصدقونهم في البداية ويتحملون الجوع من أجل الحلم، لكن حين يتبين للناس أن تلك الأحلام ليست سوى أوهام فإنهم في نهاية المطاف يأكلون الطغاة واللصوص كحل وحيد لقتل الجوع.

- اليوم كثير من الإيرانيين أنفسهم يقولون إن نظام ملالي طهران عدو للحياة وإن إيران في عهدهم جحيم مقدم، لكن العرب المستحمرة ـ وهم فئة قليلة من العرب ـ ما زالوا يرون أن إيران هي جنة النعيم.

- حتى وإن قيل إن الهدف المعلن للجماعة وللحرس الثوري هو القدس، فإن مشكلة الإخوان وإيران تكمن ربما في أنهم لا يستخدمون «قوقل ماب»، ربما لأنهم يقاطعون المنتجات الأمريكية.

- كل ما جاء في التسريبات ليس فيه جديد، لكنه مع هذا مثير للانتباه، تماما مثلما يحدث حين تشاهد زوجين في أوضاع حميمية، أنت تعلم يقينا أن هذا يحدث ويدل على وقوعه وجود الأبناء، لكن مشاهدة هذا الأمر البديهي يجعله صادما ومثيرا إلى حد ما.

- حين تتسرب وثائق عن هذه العلاقة فإنك ستعرف ما تحتويه قبل أن تطلع عليها، أمر يشبه أن تكون واثقا أن التسريب الذي طال منزلك بعد الأمطار هو تسريب مياه، لن تتوقع مثلا أن السطح سيسرب عليك نفطا من خام برنت، أو أنهار من خمر لذة للشاربين.

- بدأت أحلامي تسافر خارج الحدود، ولا أخفيكم أني فكرت في شراء بعض الأندية الأوروبية، بعضها كنت سأشتريها لأساهم في تقدمها، وأخرى كنت سأشتريها كي أغلقها. سأشتري القصائد والألحان وربما سأبحث عن حنجرة جيدة لأصبح مغنيا أيضا. فالأثرياء كما تعلمون يجب أن يكونوا مبدعين في كل شيء.

- أخبرني أحد الضحايا بوجود رقم مخصص للإبلاغ عن هؤلاء، وهذا الرقم فيما يبدو مجرد حيلة نفسية تقدمها شركات الاتصالات من باب الدعم النفسي للضحايا، فأنت ترتاح وتشعر بالطمأنينة حين تبلغ عن جريمة، لكن بلاغك ليس شرطا أن يتسبب في القبض على المجرم، والدليل أن الرسائل لم تتوقف رغم كثرة البلاغات.

- التنمر على بعض الناس فضيلة عظيمة ومقاومة طبيعية يمارسها الكائن البشري الحي ضد من يحاول الاعتداء على «عقله»، ويمكن القول هنا أن التنمر يصبح واجبا على الفرد في مواجهته للاستقلاب ومقاومته للاستحمار.

- بعض الناس الذين بلغوا أشدهم أو أكثر من ذلك بكثير وأصبحوا يعون ما يقولون ويفقهون ويعلمون القويم يريدون الترويج للغباء المحض أو استفزاز الناس بأقوال أو أفعال لا تخلو من الدناءة والسفالة، ثم حين يجلدهم الناس جلد غرائب الإبل يبدؤون في التشكي من «التنمر».

- التنمر المذموم هو العنف اللفظي أو الجسدي الذي يمارس ضد الأطفال أو الضعفاء، التنمر الذي تكون له دوافع طبقية وعنصرية، التنمر الذي تكون أدواته هي الاستهزاء والاحتقار للصفات الشخصية أو العرقية للإنسان التي لا يختارها بنفسه.

- مواقع التواصل في أحيان كثيرة تكون مهمتها صنع القبب من الحبات الصغيرة، وتجد أناسا يشتمون شخصا لمجرد أن الآخرين يشتمونه دون أن يعرفوا لماذا يفعلون ذلك، لكن هذا مما عم به البلاء ويجب القبول به في مقابل أن أناسا آخرين يعجبون بأشخاص دون أن يعلموا لماذا، ويمتدحون شخصا لمجرد أنهم رأوا آخرين يفعلون ذلك. فإن كنت تقبل الثانية فاقبل الأولى في عرف القطيع الذي يحكم مواقع التواصل التي تفتقر للمنطق أحيانا.

agrni@