عبدالله العولقي

انهيار عصابة الولي الفقيه

الخميس - 21 نوفمبر 2019

Thu - 21 Nov 2019

يبدو أن عصابة الولي الفقيه الحاكمة في طهران على طريق الانهيار، ولا سيما بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية وتفاقمها في الأقاليم الإيرانية عقب زيادة أسعار المشتقات النفطية، فقد شهدت مدن أصفهان وبوشهر وسنندج وبهبهان وأصفهان وشيراز مسيرات شعبية ووقفات احتجاجية عارمة أدت إلى شلل الحركة العامة في هذه المدن.

وفي خضم هذه الأحداث الجارية تذكرت قائد الحرس الثوري الإرهابي قاسم سليماني عندما تبجح بعنجهيته الوقحة عن سقوط أربع عواصم عربية في حبائل قبضته الاستعمارية، وتيقنت من حقيقة العدالة الإلهية عندما رأيت الفوضى تعم الأقاليم الفارسية، فالنيران التي أشعلها سليماني بين الطوائف والمذاهب الإسلامية وأحرق بها اقتصاديات الدول العربية والإسلامية ستلتهمه حتما مع زمرته الفاسدة في ظل الأحداث الجارية في طهران.

ما يهمنا - كعرب - هو صحوة الهوية العربية وتشكلها الحديث عند شباب الأحواز المحتلة، ولعل مفاهيم الوعي العربي، ولا سيما داخل النسيج الشيعي العربي، بدأت تتشكل بتكامل وإدراك يقيني حول أكذوبة الولي الفقيه، وأن تنظيم داعش - مثلا - ليس إلا جزءا أساسيا من المشروع الإيراني في المنطقة، وأنه ضمن الخيوط القذرة التي تستعملها طهران في نسيجها الاستعماري للجغرافيا العربية في المنطقة بما فيها إقليم الأحواز، وبذلك بدأت طهران وهي الراعية لعشرات الميليشيات العسكرية في الأحواز والحواضر العربية تفقد مقومات الشعبية الاجتماعية بعد عودة الهوية العربية تشكلها داخل ذهنية المنخدعين في المشروع الإيراني.

صورة أخرى من صور الاحتجاجات الشعبية الإيرانية تتشكل في إقليم بلوشستان المحتل، فالشعب البلوشي يرفض الوصاية الفارسية ويأبى الهيمنة الإيرانية على مقدرات وثروات أرضه، فإقليم بلوشستان يعج بمظاهر الاحتجاجات الشعبية التي بلغت ذروتها بإحراق سيارات ومعدات الاستخبارات العسكرية علانية وأمام وسائل الإعلام العالمية، ولعل أسباب الصراع تتمحور حول عدم المساواة الاقتصادية، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن بلوشستان محافظة مهملة، ويفتقر أغلب سكانها لظروف الحياة الكريمة، كما يشكل الإقليم أعلى معدل وفيات للأمهات والأطفال بسبب تردي الأوضاع الصحية، وكل هذه الأسباب وجيهة لكثرة حركات التمرد والاحتجاجات في هذه المحافظة.

أخيرا، يبدو أن القلق يخفق بشدة في قلوب الحوثيين في صنعاء وهم يراقبون الأوضاع في طهران، فهم يدركون جيدا أنهم يفتقدون لأهم مسوغات الشرعية في اليمن، بمعنى أنهم يفتقدون للحاضنة الشعبية الاجتماعية، وجل اعتمادهم السياسي يرتكز على الدعم المالي الإيراني، ولذا هم يخشون انهيار المنظومة السياسية في طهران، ويدركون تماما أن سقوطها يعني نهايتهم الحتمية في اليمن، ولذا لن نتعجب اليوم إذا سمعنا عن تحركات سياسية غربية وأجنبية (مصالحها تقتضي بقاء الحوثيين في صنعاء) تحت ذريعة إنهاء الحرب وضرورة المصالحة بين الأطياف السياسية اليمنية.

@albakry1814