إطلالة على المتاجر الذكية وموقعها من رؤية 2030

الخميس - 21 نوفمبر 2019

Thu - 21 Nov 2019

تستهدف رؤية المملكة 2030 رفع نسبة التجارة الحديثة في سوق التجزئة إلى 80 %، وذلك بحلول عام 2020. وفي هذا السياق تعتبر المتاجر الذكية - التي يتم إدارتها عبر معطيات التقنية الرقمية - أحد معالم تجارة التجزئة الحديثة التي ستنتشر عاجلا أم آجلا في المملكة.

فهي تمثل أكثر تقنيات التسوق تقدما على مستوى العالم، حيث يدخل المتسوق في هذا النوع من المتاجر إلى المتجر ثم يأخذ ما يحتاجه من البضائع ويغادر، دون الحاجة إلى الوقوف في طابور أو محاسبة الكاشير أو أي شيء آخر. ويتم تتبع ما اشتراه عن طريق تقنيةJust Walk Out، والتي يتم من خلالها تتبع البضائع التي على الرفوف أوتوماتيكيا بواسطة عدد كبير من الكاميرات المثبتة في أرجاء المتجر، ثم إرسال إيصال الشراء إلى المتسوق بعد مغادرته للمتجر بفترة وجيزة، وإضافة ثمن المشتريات على حسابه لدى المتجر، ثم إرسال إشعار بذلك إلى هاتفه النقال.

وكل ما يحتاجه الشخص للتسوق في هذا النوع من المتاجر هو تطبيق مجاني - مثل أمازون جو - يعمل من خلال هاتفه النقال - ايفون أو أندرويد - لكي يستخدمه فقط للدخول إلى المتجر، ثم يقوم بعد ذلك بالتسوق كما يفعل في أي متجر آخر ثم يتوجه خارجا.

ويمكن شراء كل شيء بهذه الطريقة من وجبات الإفطار والغداء والعشاء والوجبات الخفيفة الجاهزة التي يقدمها الطهاة والمطابخ والمخابز المحلية، إضافة إلى مواد البقالة الأساسية مثل الخبز والحليب والجبن وغير ذلك. وهناك فريق من العاملين في المتجر الذكي - مثل أي متجر آخر - يقوم بإعداد المكونات والأطعمة الجاهزة وجلب البضائع من المخزن ووضعها على الرفوف ومساعدة العملاء. أي إن هذا النوع من المتاجر لا يتخلص إلا من وظيفة الكاشير، حيث يستبدلها بتقنيات تقوم بعمله.

وهذا النوع من المتاجر يستخدم أنواعا من التقنيات تماثل تلك التي تستخدم في السيارات ذاتية القيادة، وهي تقنيات: الإبصار الحاسوبي computer vision التي تستخدم الكاميرات لتحديد الأصناف التي اشتراها المستهلك، والمستشعرات المدمجة sensor fusion والتي يتم فيها الجمع الذكي للبيانات من عدة مستشعرات معا، بحيث يجري تصحيح أوجه القصور في أحدها بواسطة المعلومات التي تتيحها المستشعرات الأخرى، والتعلم العميق deep learning - نوع متطور من تعلم الآلة machine learning - الذي يجري فيه وضع البيانات على شكل سلسلة هرمية متعددة الطبقات من المعارف، بحيث إن كل طبقة تعمل على أساس من النتائج المعرفية الناتجة عن الطبقة التي تسبقها.

ونحسب أن ذلك ليس خطوة في سبيل تغيير صناعة البيع بالتجزئة فحسب، بل سيؤدي بعد مرور وقت قليل إلى ظهور تطبيقات مماثلة متاحة في الفنادق والمدارس والمستشفيات، وغير ذلك من الأماكن التي تستقبل جمهورا من الزبائن، أي إنها تمثل مقدمة للتوسع في نطاق الخدمات الالكترونية المقدمة للمواطنين، والتي تعد أحد تطلعات رؤية 2030.

[email protected]