حسن علي العمري

أعداء الوطن

الأربعاء - 20 نوفمبر 2019

Wed - 20 Nov 2019

من سالف التاريخ والفرس والروم
تضمر عداوة عاربين الجزيره


قالها دايم السيف بالأمس القريب، وأضيف لها مع الفرس والروم كثيرا من إخوة العروبة الذين عبروا عن ذلك بوسائل مختلفة، فاستهداف مكونات المملكة العربية السعودية ليس جديدا ولا وليد اللحظة، ثمة تاريخ طويل ركض فيه كل بجهده ما ظهر منه وما بطن من محاولات التشويه والإساءة والتنقيص لتقويضها على مختلف الصعد، سواء كانت هذه الجهود من دول أو منظمات أو أفراد وبدوافع مختلفة، ولأننا أولاد اليوم فلأي منا أن يجول ببصره ليشاهد من امتلأت به قلوبهم حقدا وغلا بعد أن امتدت اليد الطاهرة لهم وانتشلتهم من قيعانهم، لتجد من يعتلي منبر من لا منبر له ليوجه سهامه لهذا الوطن قيادة وشعبا ويتباكى على حال ومآل مجتمعه.

وآخر من بني جلدتنا يلبس إحرامه كاذبا وهو خارج الحدود ويضع وراءه ما يكذب به على الدهماء وقد يعتمر الزي السعودي التقليدي يرفع نبرة صوته تارة ويخفضها أخرى مفتعلا الألم، بينما يداه ملوثتان بدماء آلاف الأبرياء هو وأزلامه وأسياده.

استهداف هذا الوطن شمل كل شيء فيه سعيا لجعله شذر مذر، ورغم كل هذه المحاولات إلا أنه استمر سائرا بثبات وتؤدة وحكمة في البناء والتطوير والتحديث والتنمية، مع تصحيح كافة المسارات كمحاربة الفساد ومعالجة البطالة

وخلافها، وعندما يقال إن الوطن يحتاج أبناءه فلأن الأوطان لا تحمى حقيقة إلا بأبنائها الصادقين المخلصين دون سواهم، ولنا شواهد في من تم انتشالهم واحتضانهم ورعايتهم وتعليمهم ثم لما اشتدت سواعدهم قلبوا للوطن ظهر المجن.

تحملت هذه الدولة وقيادتها وشعبها وزر سوء المقاصد لكثير من البلدان والشعوب ومن فشل فيها من أصحاب المشاريع المختلفة، وكأنها مسؤولة عن كل فرد عربي ومسلم في أصقاع الأرض، ولعل من الأسباب لهذه المواقف المتمادية من

البعض هو التسامي عن الرد على تلك الأقاويل والمواقف والتسامح معها عند ظهور أي بادرة لحسن النية من فاعلها، وكذلك التجاوز عن التذكير الدائم بحجم المعونات والهبات ومواقف الاحتواء لهذه الدول وشعوبها، فضلا عما منّ الله به على

هذه الدولة من الخيرات والفضل العميم فكل ذي نعمة محسود.

كما أن سعي قيادة هذا الوطن الدائم والحثيث عبر العصور لرأب الصدع في أي مكان عربي أو إس المي، سواء ما قد يكون بين الدول أو حتى ما بين مكونات الدولة الواحدة، وتحملها جبر الأضرار وتحمل التبعات المالية وغيرها ما لا يمكن الإحاطة بحصره، والالتزام بمبادئ النهج الرباني «ولا تزر وازرة وزر أخرى »؛ قد أوجد لدى البعض مفهوما منتكسا لحقيقة هذه المواقف وسمو غاياتها قياسا على (إذا ساء فعل المرء ساءت ظنون).

ما نراه ونلمسه أن كثيرا ممن تم منحه فرصة ما ليبني نفسه على أرض هذا الوطن - ولا سيما من عرب الجوار - قد انقلب منتكصا بسوء خلقه بعد أن استثرى وعاد إلى موطنه محرضا ومؤلبا، فيما لم نشاهده في المقابل ينطق ببنت شفة على

من شرده وجلد ظهره وسفك دمه ومثل ببلده وشعبه!

هؤلاء المأزومون فكريا ونفسيا نعرفهم بسيماهم وبلحن قولهم الممتلئ بالحقد والحسد، لكن ماذا عمن لا زال هنا مخدوعا بمثل هذه الدعوات بغباء لا حد له وهو في حكم المواطن؟ ومن لا زالت تستميله بعض الدعوات المعادية لوطنه ويدعم

بعض التوجهات بسطحية فكره المحدود، ولو بالتعاطف على مختلف درجاته، ليس أقلها كمن يقضي إجازته في بلاد الخلافة المزعومة! ألا ليت قومي يعلمون.

[email protected]