ناصر الهزاني

الصحفي الروبوت هل سيدخل السعودية؟

الثلاثاء - 12 نوفمبر 2019

Tue - 12 Nov 2019

يتجه العالم نحو مزيد من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات العمل، ومنها الإعلام، حيث ظهر ما بات يعرف بصحافة الروبوت التي أضحت واقعا مشاهدا استخدمته بعض المؤسسات الصحفية، هذا التقدم من شأنه أن يحمل معه تحولات كبيرة وجذرية في بنية المؤسسات الإعلامية وأساليب عملها.

قبل مدة عينت صحيفة «تشاينا ساينس ديلي» الصينية روبوتا يدعى «شياوكي» يقوم بوظيفة محرر، لكتابة المواد والقصص الإخبارية المتعلقة بأحدث الاكتشافات التي تنشر في المجلات العلمية الرائدة في العالم.

الصحيفة الصينية نشرت بالفعل الموضوعات التي أعدها المحرر الآلي «شياوكي» على موقعها الالكتروني.

لقد أصبح إنتاج الأخبار بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي واضحا، من الصحافة الروبوتية Robot journalism أو صحافة الروبوت Robo journalism، أو الصحافة المؤتمتة Automated journalism والمعروفة أيضا باسم الصحافة الخوارزمية Algorithmic journalism، حيث يشهد استخدام الروبوتات الصحفية إقبالا واسعا ومتناميا، لكن الأهم في الموضوع أن العمل يجري حاليا لتطوير هذا النوع من الروبوت بهدف منافسة العنصر البشري مستقبلا، ليكون قادرا ليس على القيام بجمع المعلومات والبيانات وصياغتها بطريقة إخبارية فحسب كما هو متبع حاليا، وإنما سيتطور عمله أيضا لإنتاج قصص تجد تعاطفا لدى الجمهور وتقارير اقتصادية عالية الجودة.

هذه التطورات الحديثة التي عززت من قدرات الروبوتات الحديثة في برمجياتها وتوظيفها للخوارزميات بشكل ساهم في إنتاج الأخبار دون تدخل بشري، تطرح تساؤلا مهما: هل يشكل هذا التطور خطرا على مستقبل الصحفيين في حال اتجهت المؤسسات الإعلامية للتخلي عن العنصر البشري والاستعاضة عنه بالروبوت، ولا سيما مع انخفاض تكلفته وفعاليته.

هذا التحدي يحتم على الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام تطوير مهاراتهم وأساليب عملهم للتعاطي مع البيئة الاتصالية الجديدة ليس على مستوى الشكل فحسب بل وحتى المحتوى وطريقة تقديمه مع الاستفادة من تقنية الروبوت في المجالات التي تتطلب استخدامه فيها.

يقول أليكسيس أوهانيان، المؤسس لموقع ريديت (Reddit) المتخصص بالأخبار على شبكة الانترنت بأن الروبوت الصحفي بإمكانه كتابة الخبر العادي ذي المعلومات المحددة سلفا كأخبار الرياضة والمال والاقتصاد، بينما الأخبار الإنسانية والقصص تكون نسبة إتقانه لها أقل كونها تحتاج إلى عمليات استكشاف وتقص ملحوظة يختص بها العقل البشري الذي يلتقط التفاصيل التي تهم الناس.

إن دخول الروبوت وانتشاره على نطاق أوسع يعطي فرصة ووقتا كافيين للصحفيين والبيئة الإعلامية في السعودية إذا تم استثماره على المستوى الفردي في التركيز على مهام أخرى لا تستطيع هذه التقنية القيام بها، وعلى مستوى المؤسسات الصحفية وكليات الإعلام بالجامعات التنبه إلى ضرورة تبني برامج علمية وأكاديمية تجمع بين التكنولوجيا والإعلام المتطور الذي يواكب التقنيات الحديثة.

@nalhazani