برجس حمود البرجس

قياس مؤشرات مخرجات التعليم

الثلاثاء - 12 نوفمبر 2019

Tue - 12 Nov 2019

لدينا رؤية طموحة تتحدث عن أعمال واستثمارات وتطورات على المستوى التجاري والصناعي والتعليمي والصحي والترفيهي، وبقية المكونات الرئيسية لمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وضمن أهم البرامج «برنامج تنمية القدرات البشرية» الذي يهدف إلى تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها من التعليم المبكر إلى التعليم العام والجامعي حتى التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة.

لسنا في مجال لسرد أهمية التعليم ومخرجاته لتحقيق الرؤية الطموحة، فالجميع يعلم ويقدر أهمية التعليم ومخرجاته لتحقيق الأحلام والطموحات في جميع القطاعات والمجالات؛ ولكن ما هي مؤشرات قياس مخرجات التعليم؟ نعلم أن هناك مبادرات ممتازة عملت منظومة التعليم على تطويرها خلال السنوات الثلاث الماضية، السؤال: ما هي المخرجات التي نقيس عليها تطور التعليم؟

بطبيعة التعليم، لا يمكن قياس المخرجات بالمنظار الخارجي حتى يتم تفعيل المبادرات بشكل كامل أو شبه كامل، وهذا يحتاج إلى وقت طويل ليتضح انعكاس التطوير على تعليم الطلبة ومستوياتهم وقدراتهم ومهاراتهم ومدى جاهزيتهم على أن يكونوا أسلحة ننافس بهم الدول المتقدمة. لذلك يتوجب علينا إيجاد مؤشرات لقياس تطور التعليم على المدى القريب، ليؤكد لنا إيجابية مؤشرات المدى البعيد.

تطور التعليم بطبيعته لا ينعكس على مخرجاته في يوم وليلة وعلينا الانتظار، ولكن أيضا هناك عناصر توحي بالتوجه السليم أو من وجود نقص بتلك العناصر.

اختبارات قياس للقدرات والتحصيلي وغيرها مؤشرات لم نرغب بها منذ البداية، ولكن مع مرور الوقت وصلنا إلى قناعة بأنها مؤشرات لقياس أداء ومخرجات المدارس والتعليم أكثر من أنها مؤشرات لقياس مستوى الطلبة، ولكن مع الأسف ضعف نتائجها أكد مخرجات التعليم التي لا ترتقي للطموحات.

من الضروري إبقاء اختبارات قياس القدرات والرجوع لها كمقياس أساسي لفكر ومهارات الطلبة، وهذا هو المقياس الأفضل لقياس تطور التعليم من عدمه. يجب أيضا أن ننظر إلى القبول بالجامعات الذي أصبح مشروطا بالقدرات التي يكتسبها الطالب، يجب تخفيفها في شروط القبول ويجب أيضا تضمين اكتساب رفع القدرات للطلبة ضمن المراحل الجامعية.

لذا أقترح الوضوح والشفافية في نشر تفاصيل النتائج، أي عدد الطلبة الذين حصلوا على كل درجة ومراقبة التطور بالمخرجات والنتائج. مؤخرا ظهرت النتائج للقدرات لطلبة الثانوية البنين، حيث تقدم طلبة 2200 مدرسة ثانوية في القسم العلمي للاختبار، وحصل أكثر من 1800 مدرسة منها على متوسط درجات لطلبة كل منها على درجات في الستينات (1200) والخمسينات (600).

أما بالنسبة للمدارس الأهلية فمن بين 422 مدرسة، كان متوسط درجات الطلبة لـ 283 مدرسة في الستينات وما دون، والمدارس الأهلية غالبيتها بحاجة إلى رقابة صارمة في المستويات ناهيك عن توظيف معلمين برواتب متدنية دون الحد الأدنى، ومخرجات ضعيفة.

اختبارات مثل قياس مع أنها تلتصق بالطالب وتؤهله للقبول بالجامعة من عدم القبول، إلا أنها مقياس لأداء المدارس والتطوير، وهذا مؤشر ربما هو الأفضل لقياس مخرجات التعليم.

كان لدي فضول خلال السنوات الأخيرة لمراجعة كتب الأبناء، وبلا شك تحسنت الكتب والمناهج كثيرا وبفارق كبير عن السنوات السابقة، فربما لدينا مناهج من الأفضل عالميا، ولكن في جانب المهارات وتنميتها نلاحظ غيابا تاما فلا زلنا نقضي ساعات طويلة مع الأبناء والبنات في حل الواجبات المنزلية والحفظ دون تفكر أو إدراك للمواد التي يحفظونها، وضعف أيضا في تنمية القدرات والمهارات للطلبة.

هناك مؤشرات قياس أخرى للطلبة مثل المسابقات العالمية، فهذه مهمة كتمثيل للمملكة، ولكن نحن في هذه الحالات نختار أفضل الطلبة وليس جميع الطلبة، تبقى أهمية لهذه المسابقات وتحديد المستويات ولكنها ليست بأهم من قياس مستوى جميع الطلبة، وأيضا هي ليست قياسا لتطوير التعليم.

تطوير التعليم ربما هو العنصر الأهم في برامجنا الطموحة، فنحن نبني مستقبل المملكة، والتعليم يبني باقي القطاعات الأخرى، وأهم عنصر في تطوير التعليم هو تطوير المعلم، فتطوير المناهج وتطوير المباني وغيرها ليس أهم من تطوير المعلم وهو المسؤول الأول عن تطوير مهارات وإدراك وقدرات الطلبة.

Barjasbh@