فواز عزيز

حتى لا تسقط «بوابة المستقبل»

السبت - 09 نوفمبر 2019

Sat - 09 Nov 2019

• بعض المشاريع «عظيمة» لكن طريقة تنفيذها قد تحيلها إلى مشكلة «كبيرة» تعرقل العمل وتوقف المسير!

• أحد المشاريع العظيمة في مجال «التعليم» هو برنامج «بوابة المستقبل» الذي توحي ملامحه وأهدافه بعظمته وأهميته، والبرنامج لا يحتاج إلى المديح فهو فكرة مهمة في هذا الزمن؛ لتطوير التعليم وبناء أجيال الوطن لمستقبل زاهر بأساليب وطرق حديثة متوافقة مع التطوير التقني الذي يعيشه العالم.

• هل تعرف «بوابة المستقبل»؟ هو برنامج للتحول نحو التعليم الرقمي، وتقول وزارة التعليم إنها اتخذت من «الطالب، والمعلم» وهما نواة العملية التعليمية، محورا أساسيا في سعيها لخلق بيئة تعليمية جديدة تعتمد على التقنية في إيصال المعرفة إلى الطالب وزيادة الحصيلة العلمية، كما أن الوزارة تدعم تطوير قدرات المعلمين العلمية والتربوية.

• أنا شخصيا مع تنفيذ البرنامج بشكل واسع في كل المدارس، لكن لا أرى أي ملامح لنجاح البرنامج بسبب طريقة تنفيذه من قبل وزارة التعليم، لأن الوزارة لم تهتم بأحد أهم عناصر نجاح البرنامج وهو «الطالب»، وهو المستهدف بالبرنامج بشكل رئيسي، إذ لم توفر له ما يحتاج لدخول «بوابة المستقبل» والاستزادة منها بالتعليم التفاعلي، ورمت الوزارة المسؤولية على عاتق الأسرة في ذلك، وليست كل أسرة تمتلك من الإمكانات ما ييسر لأبنائها الاستفادة من «بوابة المستقبل»!

• كيف يدخل الطالب «بوابة المستقبل» ومدرسته لا تزال تحبو في العالم الرقمي والتقني وتتعثر كثيرا بتجهيزاتها التقنية الرديئة وشبكات الانترنت المتعثرة، والتي قد تناسب عام 2000 م وما قبله؟

• وبما أن «بوابة المستقبل» برنامج للتحول نحو التعليم الرقمي، يفترض أن تتحول المدارس إلى «العالم الرقمي» قبل أن نحاول إدخال الطالب إلى هذا العالم من البيت وعلى حساب الأسرة.

• بعض الأبناء

هم في العالم الرقمي قبل أن تفكر وزارة التعليم في ولوج هذا العالم، لأن أسرهم تمتلك القدرة وتوفر الأجهزة وخدمة الانترنت في منزلها، وبعضهم لا يعرفها ولا يتقنها لأسباب بعضها عدم قدرة الأسرة، فلو كانت وزارة التعليم حقا تريد لبوابة المستقبل النجاح عليها مراعاة «الفوارق» بين الطلاب وأسرهم، وأما إن كانت فقط تريد أن تقول إنها قدمت برنامجا عظيما فقد فعلت، لكن الزمن سيكشف لاحقا أنه كان هدرا للمال والوقت!

• إدخال الطلاب إلى المستقبل عبر «البوابة» يستلزم تحسين علاقة الطالب بالمدرسة أولا، فالطالب الذي يتضايق من وجوده في المدرسة لن ينفذ طلبات معلميه بالاستزادة العلمية رقميا خارج المدرسة، وإن فعل ذلك فالسبب الرئيسي هو الأسرة وليست المدرسة التي تخلت عن عملها بافتتاح «بوابة المستقبل» واكتفت بالتوجيه والنصح، كما يظن البعض.

(بين قوسين)

• تتصدر موقع «بوابة المستقبل» صورة جميلة لغرفة - يفترض أنها في مدرسة تطبق بوابة المستقبل، الغرفة واسعة وعلى جنباتها أرفف مملوءة بالكتب، وفي وسطها طاولات أنيقة التصميم نظيفة المظهر وعلى كل واحدة منها 5 أجهزة حاسب حديثة وحول الطاولات كراس جميلة ليست كتلك التي في الفصول الدراسية، والتحدي الكبير لنجاح برنامج «بوابة المستقبل» هو أن نرى ذلك واقعيا في المدارس وليس فقط في العالم الافتراضي.

fwz14@