عاصم الطخيس

تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام سينمائية

الجمعة - 08 نوفمبر 2019

Fri - 08 Nov 2019

تتمتع ألعاب الفيديو بشعبية عالية بين أوساط متعددة ضمن المجتمع المحلي والعالمي. وتحقق ألعاب الفيديو أرباحا تخطت أنجح أفلام هوليوود. وفي آخر إحصائية تمكنت ألعاب الفيديو من تحقيق 138 مليار دولار لعام 2018 وحده مقارنة بأفلام هوليوود التي حققت في نفس الفترة 48 مليار دولار، لكن السؤال الحقيقي هو: لماذا لم تنجح الأفلام التي تم اقتباسها وتحويلها من ألعاب الفيديو حتى هذه اللحظة؟ العديد من خبراء ونقاد الأفلام أرجعوا ذلك لعدة أمور سنسردها ضمن خمس نقاط:

القصة والسيناريو:

يمكن القول أن ألعاب الفيديو لا تتمتع بقصة حقيقية أو كاملة، بل بقصص هشة وتفسيرات غير مقنعة كله من أجل الحدث المنتظر في اللعبة وكذلك شخصيات ذات مهمة واحدة فقط وسطحية جدا بينما في الأفلام يكون السيناريو خلق شخصيات متقنة متعددة الأبعاد وكذلك التعقيد في القصة والحبكة. مؤخرا أصبحت بعض ألعاب الفيديو تولي اهتماما بالغا بالقصة والشخصيات ويتم استثمار الملايين من الدولارات لتوظيف فريق من كتاب السيناريو، والممثلين ومصممي شخصيات لخلق قصة وشخصيات قوية تعطي تأثيرا عاطفيا قويا على اللاعبين مثل (The Last of us) و(Uncharted).

طريقة التفاعل:

ألعاب الفيديو تكمن قوتها في سرد اللعبة ومشاركتها مع اللاعب ويكون فعالا من خلال التحكم، والخيار، والتعمق في وجهة النظر الشخصية التي يقوم بلعبها وهذا ما تفتقده الأفلام - التي تعتبر غير تفاعلية حيث يقوم المشاهد بالتحديق في شاشة السينما من دون تأثير منه على أحداث القصة أو أفعال الشخصيات. هنا تكمن أصعب نقطة في كيفية تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام سينمائية.

المدة الزمنية:

تتمتع الألعاب بساعات ألعاب طويلة قد تتجاوز 15ساعة وهذا بطبيعة الحال يصعب وضعها ضمن فيلم مدته ساعتان وكذلك إرفاق كل هذه المعلومات والشخصيات ضمن حيثيات القصة ومجرياتها.

التركيز:

تتميز الأفلام بتركيز واضح على قصة محددة وشخصيات عميقة وهو خلاف ما تقوم به ألعاب الفيديو حيث إنها غير متمركزة (غير موجزة) وتتفرع إلى عدة تفرعات في القصة والشخصيات.

المادة الأصلية:

يعود أكثر سبب للفشل في تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام إلى أن الأفلام تركز بشكل كبير على المادة الأصلية وتنقل الحس المتعارف عليه ضمن اللعبة مثل في فيلم (Street Fighter) كان السيناريو يتميز بروح فكاهية، وذلك كان واضحا ضمن الشخصيات والتي كانت مناسبة لنبرة ألعاب الفيديو. فيلم (Silent Hill) أخذت التهيئة النفسية، الغموض والتوتر بشكل صحيح من نبرة اللعبة التي تحمل نفس العنوان.

مع التزايد المستمر في تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام سينمائية بناء على نجاح اللعبة والتي تطمح شركات إنتاج الأفلام في جلب عشاق اللعبة لصالات السينما، هل يمكننا توقع نجاح أحد هذه الأفلام بعد أن تعرفنا على أسباب صعوبة عملها وأسباب فشل أغلب الأفلام الحالية. هناك بعض الأخبار عن إمكانية قيام شركة Netflix بوضع خاصية التحكم والخيار ضمن أفلامها للمشاهد ليحدد أي مسار ستتخذه الشخصية ضمن أحداث القصة وهو مقارب لحد ما لطريقة ألعاب الفيديو. كل ما يمكننا فعله هو الانتظار ورؤية ما سيأتي في الأيام والسنوات القادمة.

AsimAltokhais@