شاهر النهاري

أرامكو الحب والعطاء والسلام

الاثنين - 04 نوفمبر 2019

Mon - 04 Nov 2019

قد لا أكون أفهم في الاستثمار، ولا أستطيع حساب السعر العادل لطرح شركة أرامكو للاكتتاب العام، ولا أستطيع أن أفتي بضرورة الاكتتاب، أو عدمه، وبأي كميات يجب أن يكون، وهل يبلغ الأمر درجة المساهمة بما في الجيب، أو بأكثر ثقة من طلب قروض بنكية، للحصول على فوائد مرجية؟

ولكني أفهم في الحب، وأعرف في العطاء والسلام، وأستطيع أن أتحدث عن الأثر المرجو من ذلك الاكتتاب، الذي سيكون محليا في مرحلته الأولية، ثم سينتقل إلى المرحلة الأعظم والأشمل، بأن يتمكن كل مخلوق على وجه الأرض من الاكتتاب في أسهم هذه الشركة العملاقة الأكبر على وجه الأرض بغية امتلاك جزء منها.

الفكرة غريبة على الأقل على المستويين المحلي والإقليمي، فتخيلوا معي أن يجتمع أهل الأرض كافة، ودون أي حدود أو شروط لامتلاك جزء من هذه الشركة، وبالتالي جزء من وطننا السعودي.

هذا الجزء من عملية الاستثمار هو الفاعل في كل القضية، فالسعودية كانت بركة في أرضها ومعادنها، وما زالت مورد خير لكل من نهل منها، وكل من وصلته طاقتها وحياتها.

الأرض السعودية ستصبح بهذا الطرح أقرب للجميع كونها أيقونة محبة وسلام ورخاء، تتمنى كل الشعوب بقاءها ونموها وتقدمها، كونهم سيرتبطون معها بديمومة علاقات استثمارية، وفوائد تبادلية، تجعلهم يحرصون على وجودها وسلامها وكينونتها.

الوطن السعودي سيكون وطنا لكل مساهم في تلك الشركة، وبالتالي يكون داعما لكل ما يتم على أرضها، ويكون جزءا من معادلة السلام، ونظريات البناء والترقي والعطاء.

فكر المشاركة والتوحد البشري العالمي مع الوطن السعودي هو الأساس من عملية المساهمة هذه، والتي قد نختلف وقد نتفق على تفاصيلها، ولكنها في النهاية تهدف إلى زرع السلام في الوطن السعودي، وبالتالي في منطقة الشرق الأوسط، تلك التي يراد لها أن تكون أوروبا الجديدة.

عملية الاستثمار في شركة أرامكو رؤية جذرية لزرع السلام في الأنفس، وقطع الطرق على كل مخرب وكل إرهابي، وكل من يخطط ويبدع من أجل نشر الفوضى في الفلك الشرقي.

كينونة أرامكو لم تكن يوما مجرد بيع وشراء، ولكنها تحول عالمي، ورؤية خلاقة في منطقة عرفت كثيرا من الشتات، وعاث بأرضها وسمائها وبحارها وشعوبها الخوف، والثورات والحروب، والبعد عن عين الوعي العالمي، في سراديب الجهل والتردي، ومجرد أن تصبح أرامكو في عين كل بشر ومتناول يمينه يجعل المعادلات تختلف، ويشعل الأضواء حول حروف الحقيقة.

السعودية ليست أرض حرب ولا ملعبا للحزبيات والعنصريات والأيديولوجيات، وهي مصرة على أن تكون في عين كل البشر.

نظرة مختلفة عن كل نظرة سابقة لحضارة شرقية، فتخطي الحدود ونشر الميليشيات وتسخير الشعوب لأيديولوجيا مريضة لن تكون بعد اليوم.

النظام العالمي

بكل منابره وقوته ووعيه يجب أن يختلف في التعامل مع هذه الأرض وأهلها، باعتبار أنها أصبحت هما مشتركا لجميع البشرية، ولم يعد التعدي عليها من قريب أو بعيد مقبولا، بعد أن شاركت جزءا من قلبها وروحها مع كل الدول والمؤسسات والأفراد على مستوى العالم.

هذا ما أفهمه من طرح شركة أرامكو للاكتتاب، وهي غذاء ملكات النحل لكل البشرية، وأمان المصير لكل من سيضع فيها أمواله ليستثمرها ويشعر بأنه منها.

@Shaheralnahari