فواز عزيز

أولى خطوات إصلاح الجامعات

السبت - 02 نوفمبر 2019

Sat - 02 Nov 2019

• أمضت الجامعات السعودية سنوات بلا أي ملامح إصلاح، حتى مع تعاقب المسؤولين عليها، فكلما تغير مدير جامعة تغير اللسان ولم يتغير الحال، ولن أحتاج لضرب مثال، لأن استعراض تاريخ أي جامعة سيكون مثالا واضحا، باستثناء بعض الإدارة التي صنعت فرقا أو أثبتت جدية في مساعي الإصلاح رغم معوقات البيروقراطية سابقا!

• كثيرا ما انتقدت بعض الجامعات الحكومية، وكثيرا ما غضب مني بعض مسؤوليها، اليوم الكل فرح بصدور نظام الجامعات الجديد، معتبرين أن ذلك أهم إصلاح للتعليم الجامعي، وهو كذلك إذا تم تنفيذه بالطريقة الصحيحة دون البحث عن مخارج وثغرات للاستمرار كما كانت، وكما كانت سياساتها وأنظمتها، لأن ذلك يعني أنها فقط غيرت ثوبها وبقيت كما هي!

• في أبريل الماضي كتبت مقالا متفائلا بـ «تصحيح مسار التعليم العالي» بعد تعيين الدكتور حاتم المرزوقي نائبا لوزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار، فهو مدير جامعة سابق ويعرف جيدا مشاكل الجامعات، إضافة إلى أنه حقق نجاحا ملحوظا أثناء إدارته للجامعة الإسلامية، وقبل ذلك كان عضوا في مجلس الشورى، وهو أهل لتصحيح مسار التعليم العالي مع وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ الذي مهما انتقدناه إلا أن له خطوات تصحيحية وإصلاحية متسارعة تستحق الثناء والتقدير.

• الأسبوع الماضي أعلن وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ عن اعتماد مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظام الجامعات الجديد.

وكان وزير التعليم آل الشيخ قد عقد في أول أيام تعيينه وزيرا للتعليم اللقاء الأول بمديري الجامعات، ووجه بتشكيل لجنة من عدد من مديري الجامعات لمراجعة وإعادة صياغة مشروع نظام الجامعات، وتمت مراجعة النظام ومواده وأحكامه، وبعد ثلاثة أشهر عقد اللقاء الثاني بين وزير التعليم ومديري الجامعات، وتم فيه إعداد النظام في صيغته النهائية، ورفع للجهات المختصة، مما يعني أن مديري الجامعات شركاء في إعداد نظام الجامعات الجديد، وبقي عليهم تنفيذه كما صاغوه؛ لنرى التغير الجذري في الجامعات ونجني ثمار التغيير قبل أن نخسر الوقت، ومن يعجز منهم يعتذر ويغادر لكيلا يضر وجوده مرحلة التحول الوطني.

• وزير التعليم وصف النظام الجديد للجامعات بأنه يحقق نقلة نوعية في مسيرة الجامعات السعودية، على أسس من التمكين والتميز والجودة، والمساهمة في تطوير العملية التعليمية والبحثية، ورفع كفاءة الإنفاق، وتنمية الموارد المالية للجامعات، والقدرات البشرية، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030.

وأشار آل الشيخ إلى أن النظام الجديد يمتاز:

1. بتحقيق الاستقلالية المنضبطة للجامعات وفق السياسة العامة التي تقرها الدولة.

2. وإنشاء مجلس لشؤون الجامعات بعضوية عدد من الجهات الحكومية وممثلين عن القطاع الخاص، ومجلس للأمناء في كل جامعة بما يسهم في تحقيق الحوكمة، ومجالس استشارية دولية لتوسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار.

3. ويتيح للجامعات تفعيل مواردها الذاتية، بإنشاء الأوقاف وتأسيس الشركات.

4. ويمكنها من إقرار تخصصاتها وبرامجها، واختيار قياداتها على أساس من الكفاءة.

5. وتجويد مخرجاتها بما يستجيب لاحتياجات سوق العمل.

• كل ملامح نظام الجامعات الجديد تبعث التفاؤل بجامعات سعودية متوافقة مع تطور الوطن وخطوات التقدم المتسارعة، ويبقى الأمل في تنفيذ النظام بمهنية عالية وإخلاص لبناء جامعات تتنافس على التميز وجودة المخرجات وحوكمة العمل؛ لتساهم في رفع اقتصاد الوطن وتأسيس مجتمعات معرفية راقية.

(بين قوسين)

• بعض الجامعات الناشئة لا تزال تحبو وتتعثر مدنها الجامعية، وأعتقد أن ذلك سيؤثر كثيرا على تطبيقها لنظام الجامعات الجديدة، وهذا الأمر يحتاج حلولا عاجلة من وزارة التعليم، لكيلا تعرقل تلك المدن الجامعية المتعثرة خطوات الإصلاح.

fwz14@