أحمد الهلالي

بوادر الصحوة العربية من المخدر الإيراني!

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2019

Tue - 29 Oct 2019

منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، بدأ تطبيق المخطط الفارسي على الوطن العربي، قوبل بالتصدي العراقي الخليجي في حرب الثماني سنوات، والمقاومة الخليجية، خاصة دور السعودية في التصدي لمحاولات النفوذ في المنطقة، وكذلك منعه من استغلال موسم الحج لأنشطته الترويجية والإرهابية، فاستغل القضية الفلسطينية لاختراق المنطقة العربية، وزرع ميليشيات مسلحة في لبنان، والعراق واليمن، ناهيك عن محاولات اختراق الأردن والمغرب والسودان وماليزيا ومصر، واستغلال طموحات الإخوان المسلمين في الوطن العربي، والخلاف الخليجي مؤخرا.

كل ذلك وغيره والسعودية تحذر العرب، وتكشف مخططات الفرس للهيمنة على الشرق الأوسط كاملا، ومثله تحذير ملك الأردن من تشكل (الهلال الشيعي) في الشام، لكن المصالح الوقتية تقود بعض العرب إلى المخطط طواعية، والعاطفة الدينية للشيعة العرب تعميهم عن قراءة المشهد، إضافة إلى الخلافات العربية المتكاثرة، حتى صحا بعض العرب اليوم على خراب بلدانهم، فالإيرانيون مفلسون بعد العقوبات الدولية، وسيستردون أموالهم التي دفعوها في تمويل الميليشيات، وتمكين أنصارهم، ولن يضطروا إلى شن حرب على أي قطر عربي استثمروا فيه، بل سيحركون أنصارهم لجمع الأموال عبر الفساد والنهب والمخدرات وكل وسيلة ممكنة، أو سيحرقون البلدان بضرب مكوناتها بعضها ببعض.

اللبنانيون والعراقيون واليمنيون هم أكثر شعوب المنطقة تضررا، وقد صحا بعضهم، لكنها ليست صحوة كاملة، ولن تكون كذلك ما لم يقطع السياسيون علاقاتهم الكاملة بهذا العدو الرجعي البغيض، ويتخذوا إجراءات صارمة، عبر قوانين وطنية تجرم الاتصال بالفرس وموالاتهم، وتمنع كل حركة مسلحة خارج إطار القوات المسلحة النظامية، كحزب الله والحشد والحوثيين والميليشيات المسلحة على اختلاف مسمياتها.

إن لم يفعلوا ذلك، فسيظل السياسي العربي في تلك البلدان مطاردا، وخائفا، كحال المواطن تماما، فداخل وطنه شركاء معترف بهم في القرار من خارج الحدود، وقد رأينا مواقف بعض القادة المعلنة في القمة العربية بمكة، فعلى ضعف تأثير الموقف وتفاهته، إلا أن الخوف كان الدافع الرئيس إلى إعلانه، وتحمل اللوم العربي؛ لأن العقوبة الإيرانية عبر أتباعها في بلد القائد ستكون أشد وأنكأ.

نسمع عن تصفيات لشرفاء البلاد العربية من السياسيين والإعلاميين والمفكرين الذين يتخذون مواقف وطنية ضد الوجود الإيراني، والميليشيات التابعة له في الأوطان العربية، أو يعانون التضييق والخنق والإبعاد، بمؤامرات من الأتباع والخانعين، ولو قُدر أن يبادر الباحثون في السياسة والإعلام إلى إحصاء تلك التصفيات والمضايقات لخرجوا بنتائج تزيد من يقظة العرب المنومين بفعل المخدر الإيراني (المذهب/ والمال)، خاصة وقد انكشف غطاء العداء، وشحت التدفقات المالية.

ahmad_helali@