شاهر النهاري

تلك الأنثى أحترمها

الاثنين - 28 أكتوبر 2019

Mon - 28 Oct 2019

المرأة السعودية، الابنة، الزوجة، الأم، الأخت، والجدة، حظيت بكثير من المزايا في عهد الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان عراب الرؤية، فشهدت عصر الخروج من عتمة التشدد إلى مساحات النور، بأن امتلكت قانونا يحميها من التحرش، وتمكنت من قيادة سيارتها وكامل حياتها، وتوازت مع الرجل في العمل والقدر والسفر والمسؤولية، ولم تعد حبيسة الماضي، أو كونها رهينة قرارات وكيل يتحكم بها ويقرر نيابة عنها، مهما بلغت من درجات الترقي العلمي، والعملي والثقة والعمر.

كثير من النساء السعوديات فرحن بهذا التقدم، والتنظيم، ولو أنه لم يدخل عليهن الجديد في علاقاتهن بأسرهن، ولا بالمجتمع الكبير الذي يحترمهن وهن يحترمنه، ولا يرتضين أن يكسرن صوره الأصيلة الجميلة، من الاحترام والقدر والتقدير والتمكين والمسافة.

نساء فاضلات أخذن من التطور قيمته، وتركن زيفه وقشوره، ولم يدخلن في معارك انتقام من الرجل ومن المجتمع أو من الماضي.

تلكم النسوة أحترمهن كثيرا، حيث إن الثبات النفسي لديهن عظيم لم يتأثر ولم يستغل الفرص، ولم يدخلهن في فقد التوازن، لتظل علاقاتهن مع أنفسهن ومع الجميع متوازنة، فظلت أشكالهن الخارجية محترمة ومدعاة لزيادة احترامهن بعدم تخطي حدود المعقول.

وعلى الجانب الآخر أنا لا أشمل باحترامي قلة ممن اتخذن مواقف تباعد فكري مع أسرهن، وانتقام من مجتمعاتهن، والمسيئات لماضيهن وحاضرهن ومستقبلهن.

البعض منهن أصبحت تذهب للعمل ورائحة عطورها تسبقها لتؤذي بها الآخرين، فكأنها ذاهبة لفرح نسائي، ترتدي من الملابس ما يُشعر زملاءها الموظفين بالحرج، بل والخجل والانزواء بعيدا عنها، حتى لا يقعوا في المحظور، وحتى إن بعض المدراء يخشون تنبيههن عن مبالغتهن في استغلال الحرية. عندما تقود سيارتها أو تسير في الشارع، أو تذهب للأسواق والمطاعم والمقاهي فهي مانيكان تلتمع بالصبغات، برموش مزيفة، وخدود موردة منتفخة، وألوان ساحرة على الشفتين والعينين والحاجبين، وحلي ومجوهرات وخلاخيل تشعرك بأنك أمام لوحة فنون جميلة مبالغ في ألوانها من عصر النهضة الأوروبية.

عندما تضحك في الأماكن العامة فهي تجتر ميوعة وغنج حكايا قصور السلاطين، والجواري. وعندما تتحدث ولو لبائع أو شرطي تصطنع صوتا أقرب لمواويل المطربات، وعندما تسمع رتما موسيقيا في حفل أو فعالية، فلا تلبث أن تنسى نفسها، وتظل تهتز بمياعة وغنج وسماجة.

بالله عليكم، كيف أحترم مثل هذه الشخصيات، وأنا أجدها رخيصة متفلتة إلى هذا الحد؟

أشكال أخرى من النساء تجدهن على النقيض ذلك، متميزات بالمرور سريعات الخطى، متيبسات، وبقصة شعر رجالية وخصلات بألوان قزح، وأنت تسأل نفسك وتعيد السؤال: هل من مر إلى جوارك امرأة!؟

هيئة جافة، وملابس لا تختلف عن ملابس الرجال، وربما تحمل السيجارة وتختلق العصبية، وتفرض ذاتها بصوتها الأجش، ووجهها الذي لا ملامح أنثوية عليه. فهل بالله عليكم أحترمها، أو أحترمه؟!

الحياء مطلوب، والحشمة ضرورة، والاتزان يجعل المرأة تفرض نفسها وسط مجتمعها، فلا تسيء العلاقة معه لدرجة الانفصال الكلي عن الواقع وعن العقل وعن المشاعر والاحترام المتبادل.

إذا فقدت المرأة الحياء فقدت كل قيمة لها كشريك للرجل في تعمير الأرض ورعاية الأجيال بخير وسلام ونماء وتراحم ومحبة.

@Shaheralnahari