هيا أيها الكوكب.. على الرحب والسعة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأحد - 27 أكتوبر 2019
Sun - 27 Oct 2019
انتهى زمن النكات القديمة التي تتحدث عن الطبيب السمين جدا الذي يدير عيادة لمعالجة السمنة، أو زميله الأصلع الذي يوزع إعلانات عن قدرته الخارقة على استنبات الشعر. ولم تعد فكرة المدخن الشره الذي يدير مركزا لمكافحة التدخين فكرة مغرية لتنفيذها كمشهد ساخر في عمل فني. يكفي الآن أن تشاهد خطابا من خطابات المقاوم حسن نصر الله وهو يتحدث عن عملاء السفارات والخونة الذين يدينون بالولاء لدول أخرى وينفذون أجنداتها في أوطانهم، وستجد أنك رغم كل شيء ستبتسم، لأن الموقف لا يمكن قبوله أو التصالح مع وجوده إلا باعتباره مشهدا ساخرا يمثل قمة «العبط» التي وصل إليها الإنسان في هذا العصر الغريب العجيب.
لعلكم تعرفون الموسيقى التي كان يستخدمها «حمادة سلطان» بعد كل نكتة يلقيها، في الحقيقة أني أكاد أسمعها في خلفية كل عبارة يقولها حسن نصر الله أثناء خطبه الكثيرة والجادة جدا. حين يقول إن حزبه مسؤول عن الدفاع عن اللبنانيين، فإنه لا يمكن تخيل هكذا عبارة إلا متبوعة بتلك الخلفية الموسيقية، وحين يقول بأن الذين خرجوا للاحتجاج في شوارع لبنان أدوات في أيدي جهات أجنبية فإن ذلك بمثابة التأكيد أن حقبة نكت حمادة سلطان لم تنته فعليا كما يعتقد الناس، ولكنها ظهرت بشكل جديد على يد الموهبة القادمة في عالم «الستاند أب كوميدي»، الذي يلقي النكات على الجماهير الغفيرة وهو «جالس» في مخبئه.
ولا أخفيكم سرا أيها الناس أني محرج من كل الطغاة الذين كرهتهم في الحقب التاريخية البائدة، ومدين لهم باعتذار أتمنى أن يصلهم في الجحيم، لأنهم كانوا في أقل الأحوال يستحون من الكذب العلني، ويحسنون صناعة الكذب، ويبذلون جهدا كبيرا ليخفوا سفالتهم ونقائصهم، ويمكن القول إنهم جميعا كانوا يتميزون بالذكاء الحاد، أما طغاة اليوم فإنهم في الغالب سفلة أغبياء تنقصهم الرجولة.
وأظن هتلر وموسوليني وتيتو وستالين وكل طغاة التاريخ، وصولا إلى أول طاغية قمع الناس وصادر حرياتهم وحياتهم، سيشعرون بالخزي والعار أن قرنت أسماؤهم بأسماء الطغاة والمستبدين في زماننا هذا الذين لا يعدون مع الرجال من الأساس.
وعلى أي حال..
ربما يمكن قبول الأشياء في سياقها، فعصر التردي والانحطاط الذي نعيشه سياسيا واقتصاديا وفنيا وثقافيا ورياضيا يخلق لنا فنانين مثل من تشاهدون وتسمعون، ومثقفين مثل من تعرفون، وزعماء وساسة مثل حسن نصر الله. وأظنها اللحظة المناسبة التي يجب أن يضل فيها أحد الكواكب العملاقة طريقه في الفضاء ويرتطم بالأرض. لن يجد ترحيبا من أهلها في أي وقت آخر أكثر مما سيجده الآن!
agrni@
لعلكم تعرفون الموسيقى التي كان يستخدمها «حمادة سلطان» بعد كل نكتة يلقيها، في الحقيقة أني أكاد أسمعها في خلفية كل عبارة يقولها حسن نصر الله أثناء خطبه الكثيرة والجادة جدا. حين يقول إن حزبه مسؤول عن الدفاع عن اللبنانيين، فإنه لا يمكن تخيل هكذا عبارة إلا متبوعة بتلك الخلفية الموسيقية، وحين يقول بأن الذين خرجوا للاحتجاج في شوارع لبنان أدوات في أيدي جهات أجنبية فإن ذلك بمثابة التأكيد أن حقبة نكت حمادة سلطان لم تنته فعليا كما يعتقد الناس، ولكنها ظهرت بشكل جديد على يد الموهبة القادمة في عالم «الستاند أب كوميدي»، الذي يلقي النكات على الجماهير الغفيرة وهو «جالس» في مخبئه.
ولا أخفيكم سرا أيها الناس أني محرج من كل الطغاة الذين كرهتهم في الحقب التاريخية البائدة، ومدين لهم باعتذار أتمنى أن يصلهم في الجحيم، لأنهم كانوا في أقل الأحوال يستحون من الكذب العلني، ويحسنون صناعة الكذب، ويبذلون جهدا كبيرا ليخفوا سفالتهم ونقائصهم، ويمكن القول إنهم جميعا كانوا يتميزون بالذكاء الحاد، أما طغاة اليوم فإنهم في الغالب سفلة أغبياء تنقصهم الرجولة.
وأظن هتلر وموسوليني وتيتو وستالين وكل طغاة التاريخ، وصولا إلى أول طاغية قمع الناس وصادر حرياتهم وحياتهم، سيشعرون بالخزي والعار أن قرنت أسماؤهم بأسماء الطغاة والمستبدين في زماننا هذا الذين لا يعدون مع الرجال من الأساس.
وعلى أي حال..
ربما يمكن قبول الأشياء في سياقها، فعصر التردي والانحطاط الذي نعيشه سياسيا واقتصاديا وفنيا وثقافيا ورياضيا يخلق لنا فنانين مثل من تشاهدون وتسمعون، ومثقفين مثل من تعرفون، وزعماء وساسة مثل حسن نصر الله. وأظنها اللحظة المناسبة التي يجب أن يضل فيها أحد الكواكب العملاقة طريقه في الفضاء ويرتطم بالأرض. لن يجد ترحيبا من أهلها في أي وقت آخر أكثر مما سيجده الآن!
agrni@