طلال الحربي

هيئة حقوق الإنسان.. مرحلة جديدة

الاحد - 27 أكتوبر 2019

Sun - 27 Oct 2019

ولله الحمد في دولتنا ووطنا الحبيب مفاهيم حقوق الإنسان نابعة لدينا من صميم عقيدتنا الإسلامية السمحة بروحها وأصالتها الوسطية، وكذلك من صميم جذورنا العربية الأصيلة التي تضرب في أعماق التاريخ، احتراما للإنسان كإنسان ولكرامته وعرضه وأمنه وحقه، ولهذا فإن مفهوم حقوق الإنسان لدينا إنما هو مفهوم طبيعي متوارث عبر الأجيال، ويعد مكونا أساسيا من مكونات المجتمع السعودي، ولكن اقتضى الأمر والواجب أن تكون هنالك هيئة مختصة بهذا الشأن، وذلك على أبواب عدة، منها التنسيق الدولي العالمي، ومنها توضيح بعض الأمور التي تطرأ على واقع حياتنا اليومية من متغيرات وشواهد قد يختلط فيها الحق الإنساني مع الواجب مع أمور أخرى متشابهة.

ما جعلني أتحدث عن هيئة حقوق الإنسان اليوم هو تولي عواد العواد رئاستها في المملكة، وعواد العواد ليس مجرد مواطن سعودي قادر على تحمل الأمانة وأهلا لثقة ولاة الأمر فحسب، بل يكتسب من الخبرات ما يؤهله للانتقال بآلية عمل الهيئة إلى مرحلة جديدة تتواكب واحتياجات العصر، وفي الوقت نفسه تنسجم والطرح الإنساني العالمي دون الإخلال بقواعد الشريعة الإسلامية وعقيدة التوحيد لدينا.

وزير إعلام سابق وسفير سابق، هذا يعني أن العواد يمتلك الحس الإعلامي والخبرة في التعامل الدولي، وبالتالي فهو الآن وبكل تأكيد سيعمل على بناء خطة جديدة باستراتيجية مناسبة لتطوير الأداء الإعلامي لأعمال الهيئة وتطلعاتها، وفي الوقت نفسه قادرة على بناء علاقات متينة مع المجتمع الدولي المختص والمعني بشؤون إعلانات حقوق الإنسان.

وهذه دبلوماسية

نحتاجها بشكل حذر حتى لا يتم الخلط بين مفاهيم الشريعة الإسلامية أو العادات والتقاليد وبين مركبات حقوق الإنسان التي يتعارف عليها العالم الغربي على وجه الخصوص، وهذا كله سيؤدي إلى تموضع المملكة على مساحة مناسبة في خارطة العالم وحقوق الإنسان فيه.

منذ رفع راية العمل على تحقيق الرؤية 2030 وهنالك أمور كثير تغيرت لدينا، ولعل أكثر ما كان العالم يوجه به انتقادا لدينا هو ملف حقوق المرأة، وهنا فإن إدارة سيدي ولي العهد استطاعت أن توصل رسالة إلى العالم مفادها بأن حقوق المرأة لدينا مصانة ضمن ما هو مسموح ومتاح ضمن اشتراط عقيدتنا الإسلامية وطبيعتنا المجتمعية، وأن العادات يمكن معالجتها بالوقت والأسلوب المناسبين، وأن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، والأهم هو تقديمها للعالم بصورتها الحقيقية التي تعنى بكرامة الإنسان سواء كان ذكرا أم أنثى، ولكن هنالك أمور تمكنا ولله الحمد من تجاوزها والتقدم فيها كقيادة المرأة وسفرها وتملكها...إلخ.

عواد العواد ننتظر منك إنجازات جديدة في مجال أعمال هيئة حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالشأن الإعلامي، سواء التوضيحي أو التصدي والدفاع عن المملكة، وكلنا ثقة بأنك أهل لثقة ولاة أمرنا، ونمد لك اليد عونا وخدمة للوطن الأغلى على وجه الأرض والخليقة كلها.

@alharbit1