مانع اليامي

الملمس الناعم واللدغة القاتلة

الجمعة - 25 أكتوبر 2019

Fri - 25 Oct 2019

لكل منا حياته الخاصة والأسرار طاغية، ومن الطبيعي أن تتصل السهولة والتعقيدات والمجازفات أيضا بهذه الخصوصية التي تولد من المتاعب وخيبات الأمل، مثلما تولد من لحظات السعادة.

لا أحزان دائمة ولا أفراح نرتقي معها كل يوم وليلة، الحياة كما يقال مليئة بالمفاجآت، وهي إن خلت من الاختبارات فقدت طعمها، وخير الأمثلة في طبيعة ومخرجات العلاقات بين الناس بعضهم مع بعض، إذ ثمة من تكون معرفتهم مفتوحة على حسن الجانب ولطف التعامل والوضوح الذي يبدد التوجس، وهذا النوع من العلاقات له انعكاسات إيجابية وفيه من الحظ أوفره.

في المقابل هناك من تكون معرفتهم من أساسها مشروع علاقات فاشل، تعريه الأيام بتقلباتها، وهذا لا يستغرب حينما تكون العلاقات مبنية على المصالح أو مؤسسة على غير صدقية.

مع الأسف شاع الحسد بين الناس، خاصة المجتمعات المائلة إلى الانغلاق، أي التي لا تطل على الحياة من نافذة الوعي والإبداع، وأصبح من المؤثرات على العلاقات البشرية، اليوم عند البعض نجاح الآخرين أصدقاء أو أقارب في أي مجال عملي، أو تجاري أو حتى اجتماعي من عوامل هز العلاقات. هذا لا يفترض حدوثه.

وهنا أقول لكل ناجح:

أين أصدقاء الأمس؟ هل ما زالوا يقفون على المسافة نفسها أم إنهم ابتعدوا وضبطوا نياشين اللوم والتقليل صوبك؟ نعم بعض العلاقات ملمسها ناعم ولدغتها قاتلة، وبمصارحة النفس يمكن الوقوف على كثير من الدروس والعبر. لم لا وحياتنا في مجملها محاطة بالاكتشافات التي إن أحسن توجيهها تحسنت الحياة وزادت جودتها.

ختاما في حياة كل منا إلى جنب التجربة أسرار مخبأة وأحلام وتطلعات معلنة، وأخرى تحكمها السرية ولا يرغب بعضنا الحديث عنها، وهذا حق لا خلاف عليه. على المستوى الشخصي كان بالإمكان أن تكون حياتي أفضل مما هي عليه لو أنني فصلت مبكرا في نزاعات القلب والعقل، وتجنبت حزب الطاقة السلبية الذي لا ينثر في طريقي بهجة، ولم أسلم من ضجيجه. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]