طلال الحربي

موهبة.. مسيرة حقيقية لتحقيق النجاح

الاحد - 20 أكتوبر 2019

Sun - 20 Oct 2019

لطالما كانت الغاية الأساسية في مسيرة كل دولة وكل شعب هي تحقيق النجاح، والنجاح ثمرة العمل والتخطيط والسعي، وبطبيعة الحال فإن النجاح له مقاييس وله درجات ومدخلات ومخرجات تختلف من حالة إلى حالة، لكن حين يكون النجاح مبنيا على أساس اكتشاف المواهب وتنميتها وتمكينها لكي تخدم الوطن ككل، فإنه نجاح نوعي وذو فائدة مرجوة كبيرة من الناحية الاستثمارية، وهذا حقيقة ما تسعى إليه بكل أمانة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، هذه المؤسسة التي تحمل اسما ذا معنى رمزي قوي جدا ليوصل رسالة إلى كل مواطن سعودي مفادها: لا مستحيل في دولة بتوفيق الله أسسها عبدالعزيز ورجاله.

قبل أيام وللعام العاشر على التوالي، جرى الإعلان عن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، بالتعاون بين وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع والمركز الوطني للقياس، هذا البرنامج الذي جل غاياته زيادة معدلات المواهب التي يجري رصدها وكشفها، ومن ثم رعايتها وتوجيهها توجيها سليما لخدمة المصلحة العامة للوطن، وما حضور كل من الأمين العام لموهبة الدكتور سعود المحتمي والدكتور عبدالرحمن العاصمي نائب وزير التعليم، إلا دليل على الأهمية البالغة التي تحظى بها المسيرة وهذا التوجه.

أكثر من 117 ألف موهوب من الجنسين تم الكشف عنهم وعن مواهبهم في المملكة خلال الأعوام التسعة الماضية من مسيرة هذا البرنامج الرائع، هؤلاء الموهوبون والموهوبات تمت رعايتهم والاهتمام بمساراتهم المتنوعة، وتكثيف الاهتمام والرعاية بشكل مباشر لأكثر من 60 ألف موهوب وموهوبة منهم، إضافة إلى ابتعاث ما يزيد على 1000 طالب وطالبة إلى أفضل وأميز الجامعات العالمية، حيث تم تحقيق نحو 397 جائزة عالمية وإقليمية باسم برنامج موهبة.

حقيقة أرقام كبيرة

وطموحات أكبر، نتائج عالية تدل على أننا نمتلك كتلة شبابية زاخرة بالمواهب، وأن ما تقوم به موهبة من بدايات الكشف المبكر ثم المتابعة في مختلف المراحل السنية والدراسية يجعل هذا البرنامج مهما جدا، يلزم معه توفير تغطية إعلامية عالية المستوى ودقيقة جدا، لأن الهدف زيادة نسب الاكتشاف وذلك من خلال زيادة الحماس والتشجيع، سواء لدى الأهالي أو الأبناء أنفسهم، لأن كل فكرة موهوبة متى ما علم صاحبها أو أهله أن هنالك من سيهتم بها وينميها فهي قابلة للتحول إلى إبداع حقيقي مثمر ومنتج ويخدم الوطن ككل.

هذا البرنامج انطلق عام 2011 من مفاهيم وقواعد سليمة وثابتة غايتها الوصول إلى مرحلة تأمين مبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة في كل مراحل تطبيقه، وعلى الرغم من أننا في المملكة ولله الحمد ليس لدينا أي مشكلة مع رعاية الموهوبين والاهتمام بهم وتنميتهم وتوجيههم التوجيه السليم، لكن الأساس هو اكتشاف هذه المواهب وتأسيس منافذ لها لكي ترى النور، نعم اكتشاف الموهبة هو الأمر الصعب وهو ما نريد أن نعمل عليه بشكل متكامل وبروح الفريق الواحد، نريد أن يعلم كل أب وكل أم أن أي محاولة من أحد أبنائهم أو فكرة أو طرح أو حتى تصرف يمكن أن يكون موهبة يلزم اكتشافها.

نهضة الوطن غايتنا، والوطن بعد توفيق الله عز وجل ليس له إلا أبناؤه، والأبناء يلزمهم الاهتمام والرعاية، وكل هذا متوفر ولله الحمد في دولتنا الرشيدة، لكن المواهب هبات من الله سبحانه وتعالى، وكما حبانا بكثير من نعمه فكلنا ثقة أنه أيضا حبانا بموهوبين مبدعين.

@alharbit1