فواز عزيز

منتدى وجائزة للإعلام السعودي

السبت - 19 أكتوبر 2019

Sat - 19 Oct 2019

منذ تأسيس هيئة الصحفيين السعوديين عام 1422هـ، لم نر لها وجودا إلا كل أربع سنوات في محفل انتخاب مجلس إدارتها، وكثر الانتقاد لغيابها عن المشهد الإعلامي طوال السنوات الماضية، لكن يبدو أن الحياة بعثت في جسد «هيئة الصحفيين السعوديين» بمنتدى الإعلام السعودي الأول الذي تجري الاستعدادات لإقامته في الرياض، ونأمل أن يكون بحجم الإعلام السعودي، وأن يكون منبرا قويا ومؤثرا في الإعلام بشكل عام، وكذلك إطلاق النسخة الأولى من جائزة الإعلام السعودي التي تهدف إلى تطوير العمل الإعلامي، وتحفيز المنافسة والإبداع المهني، والمساهمة في تنمية حرية الرأي والتعبير، وكلها أهداف يحتاجها الإعلام، خاصة في هذا الوقت بالذات.

اختار منتدى الإعلام السعودي في أولى خطواته «صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات» عنوانا له ليقام في 2-3 ديسمبر 2019، بحضور أكثر من 1000 قيادي وإعلامي من مختلف دول العالم يجتمعون ليتناقشوا في «صناعة الإعلام بفرصة وتحدياته الحالية والمستقبلية»، في وقت يعاني فيه الإعلام المؤسسي من قلة الفرص وكثرة التحديات.

بدأ العد التنازلي لانطلاق المنتدى الذي سيناقش القضايا والموضوعات المستجدة، وعلاقتها بالتطورات الاتصالية، وسيحاول اكتشاف الاتجاهات والفرص التي تدعم الرؤى المستقبلية لصناعة الإعلام وإمكانية تحقيق العوائد، بعد الأزمات المادية التي يعاني منها الإعلام، بانحصار العوائد المادية عن مؤسساته وتأثير ذلك على المهنة والعاملين بها.

المنتدى فرصة كبيرة أيضا لإتاحة الفرصة للإعلاميين المحليين للاحتكاك بخبرات وكفاءات إعلامية من دول العالم، وكذلك فرصة لتعريف الإعلام الأجنبي بالواقع السعودي من الداخل والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تتسارع في المملكة.

كنت سابقا ممن انتقد غياب هيئة الصحفيين، وكنت أفعل ذلك مع كل تغيير لمجلس إدارتها، وكنت أرى أن إنجازها الوحيد هو وجود مبنى جميل وضخم لم يستفد منه في شيء سوى أيام الانتخابات التي تحدث كل أربع سنوات، والآن أجد في نفسي تفاؤلا كبيرا بانطلاق هيئة الصحفيين لتحقيق الأهداف التي أسست من أجلها، خاصة أني أرى استعدادات كبيرة لإطلاق منتدى كبير يحمل اسم الإعلام السعودي بحضور شخصيات إعلامية ومسؤولة كبيرة كما أعلن عن بعضها، ليناقش قضايا الإعلام في عاصمة بلادي الرياض التي تشهد تحولات كبيرة وتطورا سريعا على كل الأصعدة، تحتاج جهدا كبيرا من الإعلام لإبرازها والمساهمة في تقويم خططها، فالإعلام شريك رئيس في تنمية كل بلد وعامل مهمة لرسم صورة كل بلد.

عانت صناعة الإعلام خلال السنوات الماضية من ضعف وفتور في قواها، حتى شهدت الساحة الإعلامية غياب بعض الوسائل الإعلامية كليا، وتدني مستوى المحتوى الإعلامي في كثير منها، وربما يعود ذلك إلى ضعف العوائد المادية كجزء من المشكلة، لكنه لا يبرئ كثيرا من المؤسسات الإعلامية من قصر النظرة المستقبلية، وانعدام الرغبة في التطوير في ظل أرباح مادية كانت خيالية في زمن ماض، وضعف إداراتها في مواجهة التحديات والعقبات التي واجهت مؤسساتها، لذلك الإعلام بحاجة ماسة لمناقشة قضاياه ومواجهة التحديات من أجل البقاء وعودة التأثير، بدل التأثر بالعوامل الاقتصادية وتوجهات الأسواق، وبحاجة إلى أفكار لخلق فرص للبقاء بقوة.

(بين قوسين)

الإعلام قوة، تحتاج إلى تعزيز أسلحتها وتدريب جنودها، وخطط استراتيجية لبناء أركانها وتثبيت أقدامها.

fwz14@