محمد أحمد بابا

تقنيات وبرامج وأسماء

السبت - 12 أكتوبر 2019

Sat - 12 Oct 2019

أتفهم أن يسعى الأداء الحكومي للمبادرات التي تخدم العمل وتيسر تعامل المستفيد، بما في ذلك مراعاة عامل الجذب باختيار اسم مختصر للبرنامج المطروح.

لكن إخوتنا في الله جعلوا تلك الأسماء تقليدا أعمى ومجاراة للموضة، فتزاحمت الأسماء من غير مواليد، وتناحرت الهويات من غير واقع ملموس، وبات الأمر قائمة طويلة لأفلام سينمائية من عينة (أفلام المقاولات) كما اصطلح صديق لي على تسمية بعض الأفلام العربية.

ففي التعليم (نور، حسّن، يسر، جسور، تطوير).

في العمل (حافز، ساند، أجور، نطاقات).

في الصحة (وقاية، عالج، صحة).

في الداخلية (أبشر، ساهر، مقيم).

في الخارجية (مبتعث، عمرة، وطن).

في الاجتماعية (حماية، سلة، رعاية، تواصل).

في البلديات (حفر، جفر، تعثر).

في الأموال (تمويل، تأجير، تمليك، تدليس).

في الاتصالات (راحتي، فلة، واجد، خطي، جود).

في الإسكان (سكّن، اسكن، ساكن، مساكن، إسكان).

في الحقيقة (احلم، انتظر، اصبر).

وهي قائمة طويلة

لا تنتهي، كل يوم يصحو أحدهم بوهم يسميه باسم يفرح به ويدعو له الدنيا بأسرها، محاكيا برامج ومشاريع حقيقية مستغلا غياب الرقيب والرقيم والمقيّم.

بعض من عرفتهم في مجال عمل ابتدع تسمية لكل ورقة يخطها سكرتيره، معتبرا إياها برنامج عمل وتطوير يوازي برنامج الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين (غوث).

قلت لنفسي ربما يأتي يوم يقر فيه المسؤول المالي في البلد برنامج منع الهدر المالي ويسميه (برنامج قَشِّفْ).

ويأتي آخر بعده ببرنامج لصرف المجموع المالي ويسميه (برنامج اصْرِفْ).

ويأتي من بعدهما برنامج هدم ما بني بذلك المصروف لمكافحة فساد ويسميه (برنامج نَظّفْ).

ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ويسمونه (برنامج وَظّفْ). وليس ذلك على الله بعزيز.

كثيرون سجلوا في برنامج (جدارة) للخدمة المدنية ولم تغن عنهم جدارتهم من البيروقراطية شيئا. وجمع غفير حاولوا الامتثال لبرنامج (معين) في ديوان المظالم، ووجدوا أن لازمة الاستدعاءات والبرقيات لا تزال ممسكة ببعض زمام الأمور.

لكن (حساب المواطن) نجح بامتياز بأن تعامل معك كمواطن دونما ورق، وكذلك (أبشر) لا يزال هو عراب الأنظمة في تنفيذ المطلوب وسرعة الاستجابة في نفاذ وطني.

أما (سمة) فهي صاحبة السبق في الضغط والإمساك على يدك الموجوعة، فلا تعطيك معلومة عنك رغم سوء معلوماتها إلا بعد أن تدفع، فمن الأسماء ما قتل.

albabamohamad@