فهيد العديم

موسم الرياض

الجمعة - 11 أكتوبر 2019

Fri - 11 Oct 2019

• موسم الرياض، أو «وسم المدائن»، المدينة الأكثر حلما وسهرا، مدينة الرياض تتواطأ مع نجم سهيل، يتسابقان ليبشرا «بالوسم»، يتعانقان: موسم الفرح، وموسم المطر، ربما للمرة الأولى منذ عقود طويلة تشعر بالرياض بأنوثتها، منذ أن فكر شاعرها البدر «أنا لو أبي خذتها بيدها ومشينا»، هذه المرة سيكون الوضع مختلفا، إذ ستأخذ هي بيد شاعرها وتتجول به بين حقول الشعر والموسيقى والناس الذين يطيرون مبتهجين على هيئة فَراش، ستستعيد الرياض طفولتها، سترقص حافية تحت المطر، وفي الوقت نفسه سترتدي (جلالها) وهي - بوقار - تستقبل زوراها من جميع أنحاء العالم، وأثق أن الجميع سيحبها، لأن الرياض من نوعية المدن / الأم، المدينة التي تحتوي الغرباء وتعاملهم بأمومة طاغية!

• من الطبيعي أن يكون هناك مؤيدون ومعارضون لموسم الرياض، هذا شيء طبيعي جدا، ويجب أن نتفهم ذلك، ولا نغضب عندما نسمع أو نقرأ أصواتا ممانعة أو رافضة، مثلما ينبغي أيضا أن نتسامح مع بعض الهفوات التي ستحصل، وهذا شيء طبيعي في أي عمل بشري، مثلما على القائمين على موسم الرياض فتح قلوبهم للنقد وعدم التعامل بحساسية مع النقد حتى لو كان حادا، هذا هو الموسم الأول، ومن الطبيعي أن يكون هناك أخطاء، فأن تجمع كل هذه الفعاليات في مكان واحد (مدينة واحدة) وفي زمان واحد، فهذا تحد كبير، وربما يكون مغامرة كبرى، لكن التحديات هي التي تصنع الإنجاز، موسم استثنائي سيكون مثيرا للجدل والفرح معا!

• لرئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ كاريزما مثيرة للجدل، وهو قادر على إثارة الجدل والصخب أينما حل، وسواء اتفقنا أو اختلفنا معه فإنه لا يمكن أن نتجاوز قدرته على تحويل هيأته - سواء الترفيه أو الرياضة سابقا - إلى خلية نحل، لكن السؤال: هل سيضع له بصمة واضحة في المكان تبقى حتى بعد رحيله؟ أم إن دوره فقط تأسيس مرحلة جديدة ومن ثم الانتقال لمكان آخر يبدأ به من جديد؟

• موسم الرياض ليس مجرد فعاليات تقام في العاصمة، بل هو تحد حقيقي، فالرياض هي أنموذج لبقية مدن المملكة، ونجاح موسم الرياض سيكون هو المحفز وخطة العمل لبقية المدن لتطبيق فكرة الترفيه، ولأن الترفيه وفعالياته جديدة على المجتمع فإننا أمام عمل يعول عليه كثيرا لتأسيس عمل ضخم يتوسع حتى يشمل جميع مناحي الحياة في المملكة العربية السعودية، ولا شك أن الشعب والقيادة مكملان لبعضهما في تحقيق رؤية 2030 التي لم تعد بعيدة، فعشر سنوات وقت ليس طويلا في حياة الشعوب، وبالتأكيد نريد أن نرى طلائع وبشرى ثمار خطة الرؤية، ونحن نشعر بالزهو وبمزيد من التفاؤل والارتياح ونحن نرى أحلامنا في طور التحقق.

Fheedal3deem@