طلال الحربي

جامعة الأميرة نورة.. المستقبل يبدأ الآن

الاحد - 06 أكتوبر 2019

Sun - 06 Oct 2019

أخيرا شهدنا حراكا إيجابيا ملحوظا في بعض مؤسساتنا العلمية نحو تطبيق أسس وقواعد برنامج سهولة الوصول الشامل الخاص بذوي الإعاقة ذوي الهمة، ويتمثل هذا النشاط الحراكي بتفهم أهمية برنامج الوصول الشامل وضرورة تطبيقه والقيمة المضافة المتحققة من ورائه، واليوم نقف على أبواب جامعة الأميرة نورة لنتحدث عنها وعن توجهها الفعلي نحو التعامل مع الوصول الشامل كضرورة منهجية لا بد من توفرها داخل الجامعة ومرافقها وبنيتها التحتية.

قبل الحديث عما تقوم به جامعة نورة، لا بد أن ندرك أن كل ذي إعاقة هو بداية مشروع طالب مدرسي، ومن ثم طالب جامعي، وبالتالي فإن الوصول الشامل يعنى بتمكين ذوي الإعاقات من خدمة أنفسهم والاندماج في المجتمع دون مساعدة من أحد، ولا تفريق بين الذكور والإناث في هذا المجال، فكلاهما يحتاج الخدمات والتسهيلات نفسها، ولكن بما أن المقال عن جامعة الأمير نورة، وهي أكبر جامعة للبنات في العالم، فإن لقب أول جامعة تطبق الوصول الشامل بشكل حرفي مهني كامل، يستحق العناء ويستحق الجد والاجتهاد من أجله، خاصة حين نعلم أن النتائج تعني أن هنالك فتاة سعودية من ذوي الإعاقة ستدخل الجامعة وتدرس وتتعلم بكل أريحية ودون مساعدة أحد.

مؤخرا لمسنا توجها حقيقيا لدى إدارة الجامعة في هذا المجال، ومعالي مديرة الجامعة تقوم بالخطوات اللازمة وفق رؤية الوصول الشامل، ونحن نعلم أن الأمر ليس سهلا ولا بسيطا، بل سيحتاج إلى دراسات وإعداد وبرامج وتجهيزات، والطرق ستكون صعبة ولكن النتائج ستكون رائعة، ولهذا فالمختصون في هذا المجال، خاصة من ذوي الإعاقة أنفسهم يمدون يد العون وعلى أهبة الاستعداد للتعاون والمساعدة بكل ما يملكون من خبرات في هذا المجال، لأنه متى ما تحقق الأمر فلن تكون النتائج على المستوى المحلي فحسب، بل ستكون النتائج على مستوى العالم أيضا، بحيث نقدم المملكة بصورتها الحقيقية المشرقة في عالم ذوي الإعاقة وما يلقونه من متابعة حثيثة من قيادتنا الرشيدة يحفظها الله.

جامعة الأمير نورة صرح علمي متكامل، وما نسعى إليه أن يصبح أكثر تكاملا، لقب جديد يضاف إلى ألقابها العديدة هو ما نصبو إليه، فتيات الوطن يدرسن ويتعلمن جميعا بكل أريحية وسهولة، يصلن معا ويتعلمن معا وينشدن مستقبلا أفضل في الوطن الأفضل معا، تعلمنا أن العمل الذي نتيجته عظيمة كلما كان الطريق إليه صعبا كانت الفرحة أكبر، هذه رسالتي إلى الفاضلة مديرة الجامعة التي تحمل من أصالة التاريخ الكثير ومن العلم والرغبة في خدمة الوطن أكثر.

@alharbit1