فواز عزيز

هل يستحق المعلم الاحتفاء به؟

السبت - 05 أكتوبر 2019

Sat - 05 Oct 2019

• مهما حاولت وزارة التعليم الاحتفاء بالمعلم في يومه العالمي 5 أكتوبر لن تحقق ذلك دون أن تسمع رأيه فيها وفيما تقدمه عبر إدارات التعليم في الميدان التعليمي، الذي أصبح - في أغلب المدارس - بيئة غير جاذبة للمعلم والطالب معا.

• ومهما حاولت وزارة التعليم تقدير المعلم فلن تجد طريقا يشعره بقيمة التقدير وصدقه، إلا بخلق بيئة تعليمية حقيقية في كل مدرسة بالأفعال، وليس بالتصريحات والوعود التي مل منها المعلم مع كل مسؤول يتولى منصبا في التعليم.

• ومهما حاولت وزارة التعليم خدمة المعلم، فلن يتحقق ذلك إلا بـ «تمهين التعليم» كما يسميه معالي وزير التعليم حمد آل الشيخ، ولا أظن ذلك يتحقق إلا بتفريغ المعلم للمهنة، دون إشغاله بمهام لا علاقة لها بالمهنة إلا وجودها في المدرسة، كالمناوبة ومراقبة الطلاب قبل الدخول

إلى المدرسة وفي الفسحة وأثناء الخروج من المدرسة، وإلزامه بإطفاء مكيف الفصل والأنوار، وهذه حقيقة وليست مبالغة مني،

فقد قرأت تعميما لمدير تعليم «منطقة ما» يلزم معلم الحصة الأخيرة بإطفاء مكيف الفصل والأنوار قبل الخروج، وأنا شخصيا لست ضد أن يهتم المعلم بمدرسته ويطفئ مكيفاتها، لكني ضد أن يعتقد مدير التعليم أن ذلك من مهام «المعلم والمعلمة»!

• تقدير المعلم ليس خاصا بيوم عالمي، وأعلم أن الكل يكن للمعلم الاحترام والتقدير، لكن ذلك ليس إلا في الأقوال والعبارات، وهذا مقبول من المجتمع، لكنه لا يكفي من وزارة معنية بالتعليم!

• لست بحاجة لإثبات سوء البيئة التعليمية في المدارس، فقد تكفي صور زيارات مسؤولي التعليم في المناطق للمدارس التي تظهر غالبا سوء النظافة في الفصول، فقط ابحثوا عن صور زياراتهم للفصول الدراسية ثم لا تنظروا إلى ابتسامتهم وقربهم من الطلاب وتلطفهم معهم، بل انظروا إلى بيئة الفصل من جدران وأرضية وطاولات للطلاب وستجدون كل ما يسوؤكم!

• لماذا لا تجاري وزارة التعليم شقيقتها وزارة الصحة التي نجحت في خلق بيئة صحية في المستشفيات عبر مشروع «تحسين بيئة العمل»، ونجحت في ذلك رغم أن منشآتها تعمل 24 ساعة يوميا، ولم يكن وجود المرضى والمراجعين فيها كل دقيقة عائقا أمام تنفيذ مشروع تحسين بيئة العمل، بينما وزارة التعليم يمكنها أن تنجح في «تحسين بيئة العمل» أكثر من وزارة الصحة كون مدارسها تخلو من الطلاب والمعلمين طوال إجازة الصيف ولديها الوقت الكافي لإنجازه؟!

• ربما سيرد علي بعض مديري التعليم نيابة عن الوزارة ودفاعا عنها، بقولهم إن المدارس تحصل على ميزانيات جيدة وتستطيع تحسين بيئة العمل فيها، لكن هنا يكفي أن أطلب منهم كشف آليات تسليم الميزانيات للمدارس وتقسيمها وتأخرها ثم إعلان التسليم وكأنه منة وفضل من إدارات التعليم، ويكفي أن أسأل عن إدارة شؤون المباني وإدارة التجهيزات في إدارات التعليم وعملها الذي انحصر بالتعاميم المحذرة من إتلاف المباني والتجهيزات والمشددة على المحافظة عليها، دون الوقوف على حالها الذي يدعو للشفقة غالبا!

(بين قوسين)

• لن نستطيع «تمهين التعليم» ونحن نسمي قائد المدرسة وظيفيا «معلم»، والمشرف التربوي «معلم»، والمرشد الطلاب «معلم»، بل أحيانا حتى مدير التعليم يكون مسماه الوظيفي «معلم»!

fwz14@