لا تخبروا الحمير بما يحدث!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأربعاء - 02 أكتوبر 2019
Wed - 02 Oct 2019
في مكان قريب من منزلنا في الجنوب وضع أحدهم ـ جزاه الله خيرا كثيرا ـ خزانا للماء تشرب منه الدواب التي تسعى في مناكب الأرض دون أن تكون لها مرجعية بشرية. والحقيقة أن الذي لفت نظري أن حميرا من كل صنف ولون بدأت تقصد ذلك المكان لشرب الماء وربما للنقاش في قضايا بني أمتهم.
ولقد لاحظت أن مسحة من الحزن الشفيف تعتلي تلك الوجوه، حتى نهيقهم لم يعد مرتفعا وإن حدث فإنه يبدو نهيقا فيه انكسار لا تخطئه الأذن العادية وليس فقط الأذن التي تطربها أنكر الأصوات.
مشكلة الحمار الوحيدة هي أن صوته بشع، أما بقية شؤون حياته وصفاته الخلقية والخلقية فإنه يتفوق فيها على كثير من أجناس الحيوانات التي تجد قبولا بشريا أكثر مما يجد الحمار المسكين.
لقد استطاع هذا الحيوان الجميل أن يتجاوز كل الصعوبات التي وجدت على هذا الكوكب منذ وجوده. انقرضت كائنات حية كثيرة وأخرى في طريقها للانقراض، ولا زال الحمار والإنسان يتنافسان في التكاثر ويكاد الحمار يتغلب على الإنسان رغم أنه ليس لديه ذات الإمكانات والفرص والقدرة على التفكر والتدبر والبحث عن طرق للنجاة من وجع الحياة.
وفي هذا التنافس الشرس فإني أقدر للحمير أنها كانت تنافس بشرف، لم تحاول يوما أن تعيش حياة الإنسان أو أن تستنسخ تصرفاته. إنها تعيش بطريقتها الخاصة، فالحمار يريد أن يعيش حمارا ويموت حمارا، لم يبدر منه ما يدل على أنه يريد أن يعيش إنسانا ويموت كذلك. بينما لا يحدث هذا في الجانب الآخر، فكثير من البشر يريدون أن يعيشوا حميرا ويموتون كذلك. وهذا خلل واضح في عدالة المنافسة.
الأمر الذي يرفع الحرج ويجعل الأمور مستقرة حتى الآن أن الحمير غير مهتمة بوسائل التواصل ولا بالإعلام ولا بالنخب البشرية ولا بالفنون التي يقدمها بعض البشر. لأنها لو كانت كذلك لانكشف أمرنا وأصبحنا في موضع صعب أمام الحمار شريكنا في هذا الكوكب حين يعرف أن البشر لم يستفيدوا من تكريم الخالق «لبني آدم» ويجتهدون في أن يكونوا حميرا.
فالحمير لم تعد تحمل الأسفار وهي لا تعلم ماذا كتب فيها، هذه المهمة الآن بشرية بحتة. والأصوات المنكرة فعليا ومجازيا تكاد تخطف هذه الصفة التي اختص بها الحمار دونا عن سائر المخلوقات.
وعلى أي حال ..
تمنيت للحظات أني أجيد لغة الحمير لأحدثها وأطمئنها بأن المستقبل أمامهم أكثر إشراقا مما يتوقعون، وأن الحياة ستبتسم في وجوههم العابسة. وأن الأمر أقرب مما يتخيلون. فالحمير البشرية تتصدر المشهد في هذا الزمن وقريبا جدا سيكتشف البشر أن الاعتماد على الحمار الحقيقي أفضل من الاعتماد على من يتقمص شخصيته، وحين يحدث هذا فإنه يجب أن تسيطر الحمير على العالم وتنتقم ممن تعامل معها بفوقية لآلاف السنين.
agrni@
ولقد لاحظت أن مسحة من الحزن الشفيف تعتلي تلك الوجوه، حتى نهيقهم لم يعد مرتفعا وإن حدث فإنه يبدو نهيقا فيه انكسار لا تخطئه الأذن العادية وليس فقط الأذن التي تطربها أنكر الأصوات.
مشكلة الحمار الوحيدة هي أن صوته بشع، أما بقية شؤون حياته وصفاته الخلقية والخلقية فإنه يتفوق فيها على كثير من أجناس الحيوانات التي تجد قبولا بشريا أكثر مما يجد الحمار المسكين.
لقد استطاع هذا الحيوان الجميل أن يتجاوز كل الصعوبات التي وجدت على هذا الكوكب منذ وجوده. انقرضت كائنات حية كثيرة وأخرى في طريقها للانقراض، ولا زال الحمار والإنسان يتنافسان في التكاثر ويكاد الحمار يتغلب على الإنسان رغم أنه ليس لديه ذات الإمكانات والفرص والقدرة على التفكر والتدبر والبحث عن طرق للنجاة من وجع الحياة.
وفي هذا التنافس الشرس فإني أقدر للحمير أنها كانت تنافس بشرف، لم تحاول يوما أن تعيش حياة الإنسان أو أن تستنسخ تصرفاته. إنها تعيش بطريقتها الخاصة، فالحمار يريد أن يعيش حمارا ويموت حمارا، لم يبدر منه ما يدل على أنه يريد أن يعيش إنسانا ويموت كذلك. بينما لا يحدث هذا في الجانب الآخر، فكثير من البشر يريدون أن يعيشوا حميرا ويموتون كذلك. وهذا خلل واضح في عدالة المنافسة.
الأمر الذي يرفع الحرج ويجعل الأمور مستقرة حتى الآن أن الحمير غير مهتمة بوسائل التواصل ولا بالإعلام ولا بالنخب البشرية ولا بالفنون التي يقدمها بعض البشر. لأنها لو كانت كذلك لانكشف أمرنا وأصبحنا في موضع صعب أمام الحمار شريكنا في هذا الكوكب حين يعرف أن البشر لم يستفيدوا من تكريم الخالق «لبني آدم» ويجتهدون في أن يكونوا حميرا.
فالحمير لم تعد تحمل الأسفار وهي لا تعلم ماذا كتب فيها، هذه المهمة الآن بشرية بحتة. والأصوات المنكرة فعليا ومجازيا تكاد تخطف هذه الصفة التي اختص بها الحمار دونا عن سائر المخلوقات.
وعلى أي حال ..
تمنيت للحظات أني أجيد لغة الحمير لأحدثها وأطمئنها بأن المستقبل أمامهم أكثر إشراقا مما يتوقعون، وأن الحياة ستبتسم في وجوههم العابسة. وأن الأمر أقرب مما يتخيلون. فالحمير البشرية تتصدر المشهد في هذا الزمن وقريبا جدا سيكتشف البشر أن الاعتماد على الحمار الحقيقي أفضل من الاعتماد على من يتقمص شخصيته، وحين يحدث هذا فإنه يجب أن تسيطر الحمير على العالم وتنتقم ممن تعامل معها بفوقية لآلاف السنين.
agrni@