طلال الحربي

التأشيرة السياحية.. وعدينا الصعب

الاحد - 29 سبتمبر 2019

Sun - 29 Sep 2019

مع صدور القرار المتعلق بالتأشيرة السياحية لعديد من بلدان العالم لزيارة المملكة والاستمتاع بمناطقها وفعالياتها السياحية، نكون فعليا قد خطونا خطوة بالغة الأهمية نحو مستقبل جديد في عالم السياحة الداخلية.

وبكل صراحة كان إصدار هذه التأشيرة يعد العقبة الأولى والأصعب في ملف السياحة السعودية والترويج العالمي لها، إذ كانت كل المحاولات للترويج السياحي تتحطم على صخرة التأشيرة السياحية، لكن ومنذ انتقال أحمد الخطيب لتولي مهام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ونحن ننتظر مثل هذه اللحظة التاريخية الجديدة في مسيرة المملكة نحو رؤيتها 2030.

نعم لقد عدينا الصعب وحطمنا الصخرة الناشبة أمام ملف سعودي سياحي متميز، لكن الأمور الآن لا تتجه نحو الأسهل، بل نحو الأصعب والدقة في كل شيء، لأن إصدار التأشيرة السياحية يلزمه التحضير السليم في الدقة المتناهية لاستقبال السياح الأجانب من الدول التي تشملها التأشيرة، وهذا يعني أن هناك من سيزور المملكة للاطلاع على مرافقها السياحية ويتجول في مدنها وفي مناطقها ومراكزها وقراها، هنالك من سيأتي لا يعرف العربية ولا يعرف كثيرا من العادات والتقاليد السعودية، هنالك من سيأتون، وأقولها بلغة الجمع الآن، وكل ما يريدونه هو التعرف على المجتمع السعودي، وهذا بالضرورة يلزمه التحضير المناسب والاستعداد الأكمل حتى يكون ملفنا التسويقي جذابا وقادرا على استقطاب مزيد من السياح مرارا وتكرارا.

الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كلنا ثقة في جاهزيتها وإمكاناتها والأهم الخبرات التي تمتلكها الكوادر التابعة لها، وهي كالمارد الذي خرج من قمقمه، الفرص الآن ذهبية لكي نثبت المملكة على الخريطة السياحية العالمية، وكذلك الدخول على ملفات التنافسية العالمية في الاستقطاب السياحي، لا شك أن الخطيب يمتلك رؤية متميزة مستمدة من رؤية المملكة 2030، وهو رجل يحمل ثقة ولاة الأمر وله في كل مهمة كلف فيها بصمته ونجاحه، وبالتالي فإن تجهيز الملف السياحي السعودي لا بد أن يكون بحجم التوقعات التي ننتظرها من إدارته، وهي بكل صراحة توقعات كبيرة جدا.

ما أود التركيز عليه، ولتكن على شاكلة رسائل خاصة أرسلها للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أنه بالتزامن مع إعداد الملف السياحي التسويقي العالمي لا بد أن يكون هنالك ملف خاص يهتم بالشأن الداخلي، وتجهيز المجتمع وتطوير فكره السياحي، والتأكد من سلامة وتميز المرافق السياحية والخدمات المصاحبة لها من نقل ومطاعم وسكن وتجوال، والاهتمام بتهيئة الأماكن لذوي الإعاقة أيضا، فالسياح يأتون بمختلف ظروفهم، فحتى نصل إلى مصاف الدول العالمية لا بد أن نبدأ من الداخل، ولا بد أن يعي المجتمع السعودي الأثر الإيجابي العائد من وراء السياحة السعودية الداخلية، وحجم الوظائف، والعائد على الناتج الوطني العام سنويا، والفرص الصناعية والخدماتية والتجارية التي ستنفتح أبوابها مع إصدار أول تأشيرة سياحية.