محمد حطحوط

قاسم إداري مشترك بين أمير عسير وتركي آل الشيخ

السبت - 28 سبتمبر 2019

Sat - 28 Sep 2019

تتفق أو تختلف مع تركي آل الشيخ هذا قرارك، تتفق أو تختلف مع أمير منطقة عسير الأمير الشاب تركي بن طلال بن عبدالعزيز، شأنك أيضا. هنا مقارنة في محور إداري هام، يعتبره كاتب هذه الأحرف من أسرار نجاح المنظمات الغربية الحكومية، وهو القاسم المشترك نفسه الذي يقف خلف فشل مؤسسات حكومية اليوم بالوطن العربي.

إليكم مثالا وقفت على تفاصيله: قررت أمانة المدينة الأمريكية التي أسكن فيها أن تبني مدرسة ابتدائية جديدة في الحي - تخيل مثلا الفرق بينها وبين مثيلاتها في العالم العربي، حيث تم الإعلان عن اجتماع في بلدية المدينة لمناقشة المشروع الجديد، وهو لقاء يدعى له عموم المواطنين والمقيمين، وأهل الحي بشكل خاص، من أجل الاستماع لوجهات نظر المواطنين وأخذ مقترحاتهم، حتى لا تتكرر أي أخطاء، ولكن الهدف الأهم أن أهل الحي أحسوا بشعور أنهم جزء من هذا الكيان الجديد، لأنهم يعرفون جميع تفاصيله.

فكرة طلب مشاركة الناس رأيهم ومقترحاتهم هو أسلوب إداري حديث تمارسه - تقريبا - جميع الجهات الحكومية في أصقاع الدنيا، لأنها تعي الحقيقة التالية: مهما كنت خبيرا هناك في هذا الوطن من يحمل علما، خبرة، رؤية، لا تحملها. كل ما تحتاج أن تفتح بابك وتأخذ مقترحات الناس بعين الاهتمام، وليس بهدف التصوير الإعلامي!

أمير منطقة عسير، وهذه رؤية شخص خارج الصندوق تماما، مثل تركي آل الشيخ، فتحا أبوابهما للناس ومقترحاتهم والاقتراب منهم.

الجهة الحكومية التي تخالط الناس وتصبر على التحديات في هذا الخيار تكسب كثيرا، مقابل جهة لا تخالط الناس وتنعزل عن محيطها تماما. وزارة الصحة والتجارة مثالان جميلان على جهات في أكثر من مناسبة طلبت آراء الناس ومقترحاتهم، بينهما هناك هيئات وجهات كبعض الإمارات والبلديات والأمانات، لم تدخل بعد القرن الواحد والعشرين، لأن من أهم صفاته الانفتاح والتشاركية في اتخاذ القرارات.

mhathut@