حسن علي العمري

اليوم الوطني.. للحديث بقية

الجمعة - 20 سبتمبر 2019

Fri - 20 Sep 2019

بلادي بلادي منار الهدى

ومهد البطولة عبر المدى

عليها ومنها السلام ابتدا

وفيها تألق فجر الندى

كلمات من نور صدح بها مؤديها بشجن فريد في حب الوطن، وتناقلتها الأجيال ومضات ثابتة تقدح الأذهان ومرتكزات فخر لا تتغير، فلا يقدر قيمة الأوطان سوى من فقد لذة هالتها وحرم العيش بها، وقد كان بها كل مقومات الحياة المطمئنة، أو من أرهقه الحنين الجاثم على كاهله كالصخرة الصلداء.

المملكة العربية السعودية تنسج خيوط الأحداث كافة على مختلف الصعد العربية والإسلامية بثقل عالمي لا يخفى، فوطني الكبير كان وسيظل قويا بكل مكوناته المتنوعة ومعطياته المختلفة بقوة ومتانة اقتصادية متفردة، بالرغم مما احتف مسيرته من العقبات الطبيعية أو المفتعلة، ليبقى هذا الكيان ثابتا قويا لا ينكسر ولا ينحني أمام أحقاد الخائنين وبذور الشياطين، شجرة خير يستظل وارفها مواطنها وكل من يفد إليها، ومع تعاقب السنون ظل هذا الوطن سائرا في نموه متحسسا مواطن الخلل - متى وجدت - لمعالجتها بمبضع جراح حكيم ماهر يعلم ماذا ومتى يعمل وبحلول حازمة جازمة، نازعا من طريقه ما قد يعترض هذا السير ويعوق تقدمه من الأفكار والأفعال التي دمرت المجتمعات في رحلته السامية للانعتاق.

ومن المؤكد أن المتابع المنصف يعلم مستيقنا أن السعي الآني على مختلف الاتجاهات التنموية في هذه المرحلة المفصلية من عمر الدولة وفي توطئتها لمرحلة الرفاه، يجري وفقا لسياسة الأهداف المحددة مع قابلية كل السياسات التنموية بصفة عامة للتعديل عند الحاجة، تجاوزا عن بذل أي اهتمام بالأيديولوجيا العقيمة التي كانت تسيطر على عقول الناس ويساقون من خلالها.

في الغالب لا يشعر كاتب أو شاعر بجفاف الحروف وارتيابها أمام ناظريه وحشرجة الكلمات إلا عندما يكون حديثه عن وطنه، فتلك قيمة عالية وراقية مثيرة للاهتمام بلا حدود ولافتة للأنظار بلا مدى. ولنا خير مثل في تشبيه خيالي غاية في البلاغة قاله أمير الشعراء ذات لحظة عشق وحنين للوطن.

مستطار إذا البواخر رنّت

أول الليل أو عوت بعد جرسِ

شهد الله لم يغب عن جفوني

شخصه ساعة ولم يخل حسي

ويظل حب الأوطان

في كنهه عشق الصامتين الذي لا بوح فيه مختلطا بعظم ولحم العاشقين، والذي لم يسلم منه الأنبياء والرسل لأنه من الإيمان الذي سعت التنظيمات العدمية البائدة لتشويهه وتحريمه كما شوهت أقوالهم وأفعالهم ديننا السمح الوسطي، فكما أتت الأديان كافة لحفظ الأرواح والحريات والحقوق فالوطن ميدانها ومكانها الذي تحفظ فيه وعليه، فبالدين والوطن تتحقق الغايات السامية للرسائل السماوية.

وعلينا أبناء الوطن أن نستيقن أننا أصحاب رسائل ماجدة في بناء هذا الصرح كل حسبما يسر له، وعلى هذه الأدوار أن ترى النور في وطنها خالدين بها في الأرض قبل الخلود الأخروي.

يحق للوطن ولنا جميعا أن نفخر بكل فرد من أبنائه طالما شعاره وطن لا نحميه لا نستحقه، فرحم الله كل شهيد سالت دماؤه دفاعا عن حدودنا أو حماية لمقدراتنا وعقول شبابنا.

في عيدك التاسع والثمانين يا وطني كل عام وأنت بعزة وعلو بعزم وحزم لا يلين.

[email protected]