عبدالله العولقي

اليوم الوطني.. أمجاد الماضي ورؤية المستقبل

الأربعاء - 18 سبتمبر 2019

Wed - 18 Sep 2019

تتزين مدن المملكة هذه الأيام براياتها الخضر استعدادا لعرسها الوطني، تلك الذكرى الخالدة لأيقونة الفخر والاعتزاز في التاريخ العربي الحديث، أيقونة العقد الذي رصعه جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بجواهر المجد وتيجان التوحيد حتى اكتملت فرائده في غرة الميزان 23 سبتمبر 1932م، فهذا التاريخ الوطني يعد نقطة فاصلة لتاريخ الجزيرة العربية عندما تمكن من طي صفحات التشتت والفرقة بين أبناء الجزيرة، نحو آفاق الدولة القوية التي تزاحم العالم اليوم بمقوماتها وحضارتها.

في هذا اليوم التاريخي، يسجل السعوديون تاريخهم في ناصعات البياض بأروع مفاخر الملاحم البطولية، بطولات القبائل العريقة التي اصطفت مع راية التوحيد ضد الاحتلال العثماني، مفاخر القبائل العربية الأصيلة، الضاربة في أعماق التاريخ والوجدان العربي عندما لبت نداء المؤسس، وشحذت الهمم لإعلاء راية التوحيد، بعدما هجرت نزاعاتها البينية وخصوماتها المحلية لصالح المشروع الأكبر، مشروع الوحدة الوطنية، حتى أسست لحمة وطنية متجانسة، ترسخت في نسيج اجتماعي فريد، لا يزال يثير دهشة الشرق والغرب في تعاضده مع قيادته الحكيمة.

وهنا تظهر عبقرية المؤسس رحمه الله، العبقرية التي ارتقت لتكون الدولة المدنية الحديثة، الدولة التي تضارع العالم الأول بحيويتها الاقتصادية وثورتها العلمية والابتكارية، وشبابها الطموح نحو آفاق المجد والسؤدد.

اليوم الوطني، هو تذكار رسمي لحكايات البطولة الخالدة، تروي لأجيال اليوم والمستقبل ما سطره الآباء والأجداد من مفاخر الأصالة، هو أيقونة التحفيز لوطنيتهم المتدفقة نحو المستقبل المنشود، المستقبل الذي رسمه ولي العهد في رؤيته الوطنية الخالدة، الرؤية التي أبهجت الجميع بمقوماتها وأحلامها، الرؤية التي حفزت الشباب وأطلقت فيهم روح الانطلاقة نحو العالم الأول، فاليوم الوطني نقطة الالتقاء بين أمجاد الماضي ورؤية المستقبل، وهو لقاء وطني بين أفراد المجتمع السعودي عندما يتجدد الولاء وتترسخ معاني الوطنية وتتعزز قيم البيعة بين الأجيال.

في ذكرى اليوم الوطني السعودي، تعتز العروبة في جميع بلدان العرب وحواضرهم، ويتباهى الأقحاح بالرياض وهي تحتضن هويتهم العربية الأصيلة، وتتشكل حصنا منيعا لها بعدما تاهت عند بعض الأقطار، وذابت بين أطماع الفرس وأوهام الأتراك، فالمملكة تسير بخطاها الثابتة وقراراتها الحازمة لصد أي تحركات عبثية تتربص بهويتنا العربية أو سماحة إسلامنا الحنيف المعتدل.

أخيرا، أقدم أسمى آيات الولاء والطاعة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وإلى مقام سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، والله نسأل أن يحفظ بلادنا المباركة وقيادتنا الحكيمة وشعبنا الوفي الأصيل.

@albakry1814