أحمد صالح حلبي

حينما يتحدث وزير الصحة

الخميس - 12 سبتمبر 2019

Thu - 12 Sep 2019

خلال لقائه بعدد من أعضاء الجمعية السعودية لكتاب الرأي مساء السبت الماضي بديوانية الجمعية بالرياض، تحدث معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عن الخدمات الصحية بالمملكة، وتناول بإيجاز ما ستحمله الأيام القادمة من خدمات صحية للمواطنين بالمدن والمحافظات والقرى، وبيّن حرص الوزارة على استقطاب الكفاءة السعودية من خريجي كليات الطب وغيرهم، كما عبر عن سعادته بالكوادر العاملة في القطاع الصحي.

ولم يكن معاليه متحدثا عن الخدمات الصحية وتطورها بلغة الوزير التي عهدناها ببعض وزرائنا، النافين للسلبيات، المتحدثين عن الإيجابيات التي لا ترى، لكنه تحدث بصراحته المعهودة عن النقص بلغة المواطن، واعترف بوجوده، واعتبر شكاوى بعض المواطنين من أسلوب التعامل ببعض المستشفيات حقا لهم، وبين أن هناك برنامجين، الأول يتمثل في المتسوق السري الذي يجوب المستشفيات متخفيا بشخصية مريض ليطلع على إجراءات التعامل مع المرضى، ويرصد ملاحظاته قبل كشف هويته، بهدف العمل على تلافي السلبيات وتوفير الخدمات الصحية بشكل جيد للجميع.

وبرنامج آخر يتمثل في الخط الهاتفي المباشر 937، وهو خط اتصال هاتفي يستقبل جميع الاتصالات من المرضى فيما يخص الجانب الصحي، وتقديم الاستشارات الطبية من أطباء يعملون على مدار الساعة، إضافة إلى دوره في استقبال الشكاوى والملاحظات.

ولأنني من مكة المكرمة وأتشرف بانتمائي لها، فقد جعلت مداخلتي منصبة حول الخدمات الصحية بمكة المكرمة، خاصة خلال موسمي الحج والعمرة، وطرحت أول ما طرحت معاناة المراجعين لمستشفى النور التخصصي الذي مضى على افتتاحه نحو 38 عاما، ولا يزال كما هو دون أي توسعة تتواكب وأعداد مراجعيه المتزايدين من مواطنين ومعتمرين وحجاج، وقد أوضح معاليه أن هناك توسعة سيشهدها المستشفى، إضافة إلى توسعة لمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر، ومستشفى الملك فيصل بالششة.

كما تطرق معاليه للحديث عن الأراضي المملوكة للوزارة بمكة المكرمة، وأشار إلى أن هناك برامج وخطوات سيتم تنفيذها للاستفادة منها، أما مبنى مديرية الشؤون الصحية المستأجر حاليا، فقد اعتبر معاليه أن الحاجة تستدعي الإبقاء على الاستئجار، وتوجيه تكلفة إنشاء مبنى المديرية لتوسعة مستشفى، أو إنشاء مستوصفات أو مراكز صحية.

وكانت جعبتي مليئة بعديد من الأسئلة حول الخدمات الصحية بمكة المكرمة، غير أن الوقت لم يسع لطرحها، وليسمح لي معاليه بطرح واحد منها اليوم، وهو المتمثل في مركز صحي العسيلة الذي عاش أياما وسنوات بين حلم افتتاحه، خاصة بعد أن تمت الموافقة على افتتاحه عام 1438 هـ، غير أن معاملته عاشت ردودا عدة بين مديرية الشؤون الصحية والوازرة، حتى صدرت موافقة ‏مدير الإدارة العامة للميزانية بالوزارة بتاريخ23 / 8 / 1440 هـ، بتعزيزمخصص 200 ألف ريال كإيجار لمركز صحي العسيلة، غير أن مديرية الشؤون الصحية رفضت استئجار المبنى بحجة أن الاشتراطات لا تنطبق عليه، رغم أن لجنة من الشؤون الصحية قد وافقت عليه واختارته من بين ثمان مبان، وأوضحت مديرية الدفاع المدني صلاحيته كمركز صحي وتوفيره لوسائل السلامة بخطابها رقم 102144 في3 / 4 / 1440 هـ.

وصدر خطاب وكيل الوزارة للصحة العامة في 28 / 10 / 1440 هـ بالموافقة على استئجار المبنى وتعميد من يلزم باستكمال إجراءات استئجار المبنى إلا أن هذا لم يتم!

ومثل هذه الحالة أطرحها أمام معاليه، وهي واحدة من حالات لم يكتشفها المتسوق السري، ولم تصل عبر الخط الهاتفي، آملا أن نرى مركز صحي العسيلة بمكة المكرمة وقد فتح أبوابه لخدمة سكان منطقته.

[email protected]