طلال الحربي

لنا الحرب.. ولكم القلم

الاحد - 08 سبتمبر 2019

Sun - 08 Sep 2019

من أين أبدأ حديثي، عن جنود وبواسل قواتنا المسلحة أتحدث، هؤلاء الذين عاهدوا الله على النصر أو الشهادة في سبيل الحق والدفاع عن وطنهم الأغلى، عن بلاد الحرمين الشريفين، وأي شرف وفخر وفوز عظيم يناله المرء وهو يحارب تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، راية التوحيد السمحة، راية السلام والمحبة، راية شعب لا يحب الاعتداء، لكنه لا يسمح بهضم الحقوق وترويع الآمنين، راية دولة كل حدودها نار تحرق من يوسوس له شيطانه بأن يعتدي عليها.

في اللقاء الإعلامي الدوري مع الناطق الرسمي باسم قوات التحالف في الحد الجنوبي لدعم الشرعية في اليمن ضد الحوثي المعتدي، العقيد تركي المالكي، حضرت روح الطمأنينة والأمن، في حواراته يجعلك تعيش جو المعارك والحرب كأنك ترى بأم عينيك بواسل قواتنا المسلحة يذودون عن حمى الوطن، وتشم رائحة البارود كأنك في ساحة الوغى، وتشم أيضا رائحة الخزامى وتمور نجد وسواحل الحجاز والشرقية، كأنك على جبال حائل تناظر وطنا بحجم الكون.

رغم ما يتمتع به العسكر من صرامة وانضباط إلا أن دماثة خلقهم جلية، والابتسامة ظاهرة بثقة مع تعابير القوة والصرامة، تركي المالكي نموذج لجند سلمان، رجال من صلب حجارة طويق، رجال بحنان ورود الطائف، لله دركم يا رجال محمد بن سلمان كيف تخوضون الحروب وتقودون المعارك وتصدعون رؤوس العدو بأزيز طائراتكم ورصاص بنادقكم، وفي قلب كل رجل منكم عشق وحب لأم وزوجة وابنة، وفي عقل كل واحد فيكم حلم كيف يقدم الأبناء في سبيل الإباء، أجيالا وراء أجيال في خدمة الوطن، كل الوطن. في لقائي مع المتحدث في مؤتمره الصحفي، حين قلت له «عيشتنا جو الحرب»، أجابني بكل ثقة وابتسامة «اتركوا الحرب لنا وأنتم سلاحكم القلم».

حديث وحوار وتصاريح إعلامية، شفافية مطلقة، وصراحة معهودة، لا زيف ولا تزييف، الحقيقة تحضر معهم وفي كل مؤتمراتهم، لا شيء يخفيه العقيد تركي كمتحدث للتحالف، فهو يعلم أنه قبل أن يخاطب العالم يخاطب شعبا واعيا ومتفهما أن هذه حرب، والحرب لها أصولها وفنونها وقواعدها، وأن الشعب كل الشعب معهم بالدعاء لرب الكون بأن ينصرهم ويثبت أقدامهم.

حقيقة وبكل أمانة، كل جندي من جنودنا لا يشكل حالة غريبة أو جديدة أو صفات شخصية لم نرها من قبل، قلتها لكم بداية كلهم جند سلمان، كلهم يعكس شخصية الجندي والقائد السعودي، الطيب والكرم والأخلاق والدماثة وحسن اللقاء والتعامل، هؤلاء هم جند الحق جند المملكة، فهنيئا لنا بهم وهنيئا لهم بوطنهم، اختارهم الله جنود سلمان العزم والحزم، سلمان المؤتمن بقدر الله على بيته الحرام في مكة المكرمة، وعلى طيبة مدينة رسول الله، والله لا يخدم ضيوفه ولا يرعى بيته إلا بمن يختاره ويكرمه.

عاش الوطن وعاش المليك ودام عز سيدي ولي العهد، وشكرا لقواتنا المسلحة جميعا فكلكم نحن.