أحمد صالح حلبي

تجويد الخدمات في ملتقى الحج والعمرة

الخميس - 05 سبتمبر 2019

Thu - 05 Sep 2019

تبنت وزارة الحج والعمرة نهاية العام الماضي 1440 هـ فكرة إقامة ملتقى ومعرض للحج والعمرة، ليكون ختاما لأعمال وخدمات قدمت للحجاج والمعتمرين، وزوار مسجد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، على مدار عام مضى.

وسعدت بزيارة الملتقى والمعرض والفعاليات المصاحبة له، والذي أقيم خلال الفترة من 25 ـ 27 ذي الحجة 1440 هـ بمركز جدة للمعارض، وشاركت فيه وزارة الحج والعمرة، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، والنقابة العامة للسيارات، إضافة لبعض القطاعات الأهلية كمؤسسات الطوافة، ومكتب الزمازمة الموحد، وبعض مؤسسات وشركات حجاج الداخل، وقلة قليلة من شركات نقل الحجاج والمعتمرين، ومن خلال هذه المشاركات اطلع الزائر على جزء من الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين والزوار.

وكنا نأمل أن يكون المعرض جامعا لمؤسسات أرباب الطوائف «المطوفون، الوكلاء، الأدلاء، الزمازمة»، أو حتى مؤسسات الطوافة الست، وبعيدا عن الحضور والغياب، فإن الملتقى والمعرض أوضحا حقيقة تجويد الخدمات المقدمة للحجاج، وأبرزاها من خلال تحسين مستوى الأداء، وخلق تنافس قوي لتوفير الخدمات بأسلوب راق، وإلغاء المفهوم الذي صوره البعض بأن تجويد الخدمة يعتمد على إجراءات روتينية وتخفيضات تجارية وهدايا عينية تقدم للحجاج.

وتميزت مشاركات مؤسسات الطوافة الأربعة بتنوعها، فطرحت كل مؤسسة فكرة مستقلة لا كربونية كتلك التي عهدناها سابقا، فتحدثت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، عن التحول من مؤسسة إلى شركة وأبرزت بعضا من نقاط التحول، فيما أوضحت مؤسسة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية، جزءا من خدماتها، وهو ما سارت عليه مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا التي كان لتنوع برامجها تميز آخر، وجعلت مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، مصنع الإعاشة المزمع إقامته نقطة جذب للزوار، وكنت آمل أن تتبنى المؤسسات المشاركة عرضا يوضح الخدمات سابقا وحاليا، ليتمكن الزائر من إجراء مقارنة بين عقود مضت وسنوات حلت.

وبعد انتهاء الملتقى والمعرض آمل أن تسعى وزارة الحج والعمرة للتعرف على الإيجابيات المحققة والملاحظات المسجلة، وأن تكون هناك مصارحة في النقاش، فالمعرض يمثل رسالة توضح الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وما سجل من إيجابيات يفخر بها كل مواطن سعودي، وما سجل من ملاحظات تؤلم الجميع.

ومن أولى الملاحظات التي سجلت التوقيت والموقع، فإقامته خلال الفترة الحالية غير مناسب، لأن جل رؤساء مكاتب شؤون الحجاج قد غادروا المملكة، وإن كان في الفترة التي يتواجد فيها رؤساء مكاتب شؤون الحجاج لكان أفضل، كما أن إقامته في مكة المكرمة يفسح المجال أمام عديد من الحجاج والمنظمين، ومسؤولي مكاتب شؤون الحجاج للاطلاع على ما يقدم من خدمات لحجاج بيت الله الحرام.

ولدى الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة صالة للمعارض يمكن الاستفادة منها في إقامة المعرض، كما أن لديها قاعات كبرى يمكن إقامة جلسات الملتقى بها، فلماذا نذهب لجدة وأم القرى لديها إمكانات جيدة؟

قال الشاعر:

على الجوانح هبت نسمة الحرم

وهام كل فؤاد للضياء ظمي

والناس من كل فج أقبلت زمرا

كموج بحر يفيض النور ملتطم

[email protected]