عبدالله العولقي

حزب الله.. ظاهرة صوتية

الاثنين - 02 سبتمبر 2019

Mon - 02 Sep 2019

بعد العقوبات الناجعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على نظام الملالي، بات من المتوقع أن تتحرك طهران عبر وكلائها وأذرعها في المنطقة، ولا شك أن حزب الله اللبناني يشكل ورقة سياسية مهمة يتعامل بها الحرس الثوري في مفاوضاته اللا مباشرة مع أوروبا وأمريكا، ولعل الأحداث الأخيرة التي افتعلها حزب الله اللبناني مع إسرائيل خير برهان.

إن حروب ونزاعات حزب الله العسكرية مع الكيان الصهيوني المحتل للأرض العربية مسرحيات هزلية، يستفيد منها طرفا النزاع، فبعد كل مرة يظهر نصر الله أمام الإعلام العربي بمظهر مقاوم الاحتلال، ويزمّر أمام متابعيه والمخدوعين بمشروعه بشعار الانتصارات الوهمية، بينما يجد الكيان الصهيوني فرصة سانحة للحصول على المساعدات الأمريكية والأوروبية، إضافة إلى تلميع صورته الاحتلالية عبر البكائية اليهودية المعروفة، وهذا كله بالطبع لأجل السماح له بشراء وتصنيع مزيد من المعدات والآلة العسكرية.

إن المسرحية الهزلية التي تمثلها عناصر حزب الله اللبناني باتت مفضوحة أمام الشارع العربي، والكل بات يدرك أنها مجرد ظاهرة صوتية، فما أقدم عليه حزب الله من مناوشات مع الكيان الصهيوني ليس قرارا وطنيا يعبر عن ضمير الشعب اللبناني بكافة طوائفه وانتماءاته بقدر ما هو تنفيذ إلزامي لأجندة الحرس الثوري الإيراني، ومن هنا يعبر اللبنانيون عن الخيانة الوطنية كنعت حقيقي لهذا الحزب الإرهابي، فعندما يختزل الوطن برمته كأداة سياسية عبثية بيد حزب إرهابي، فهذا مؤشر صريح لجريمة الخيانة الوطنية.

المؤلم في الأمر أن الاقتصاد اللبناني وصل إلى مؤشرات خطيرة تنذر بانهيار كامل للعملة اللبنانية، كما أن تصنيف الاقتصاد اللبناني يعد ضمن الاقتصاديات الأسوأ في العالم، كل هذا وذاك يتسبب به هذا المعتوه حسن نصر الله، فالمستثمرون الأجانب هجروا لبنان بعد عسكرة حزب الله لبيروت واستيلائه على مفاصل الدولة الحيوية، كما أن نشاطات الحزب المشبوهة في تجارة المخدرات جعلته في غنى عن الاهتمام بالاقتصاد الوطني طالما أن عقليته تختزل الوطن بمجرد تبعية للنظام في طهران.

أخيرا، لبنان بلد جغرافي صغير (ثاني بلد عربي في صغر المساحة بعد البحرين)، وعسكريا دولة ضعيفة، وفي المقابل نجد إسرائيل تحظى بدعم أمريكي وأوروبي لا محدود مكنها من أن تكون قوة عسكرية وتقنية صعبة في المنطقة، ولعل تاريخها الحربي مع محيطها العربي يدل على تفوقها. هذه ليست لغة انهزامية بقدر ما هي تحكيم للعقل والمنطق، ولا سيما أن العرب يتحدون بقراراتهم الرسمية تحت مظلة جامعة الدول العربية، وما يقترفه حزب الله من تهور انفرادي في حروبه الفاشلة مع إسرائيل ليس سوى متاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية، ولا تفهم إلى بمعنى واحد فقط، هو أن إعلام هذا الحزب الإرهابي يتشكل كفقاعات تزمّر للاستهلاك الإعلامي فقط، لأنه ببساطة مجرد ظاهرة صوتية.