محمد أحمد بابا

لياقة الشباب والشابات الجسدية مقصد شرعي مرن

السبت - 31 أغسطس 2019

Sat - 31 Aug 2019

الفرصة للجسد فترة الاكتمال ونضج النمو أعظم رعاية وعناية للاهتمام والتوظيف الجاد نحو الإفادة الفكرية والعملية والمهنية والثقافية، مقارنة بوقت متقدم عن مرحلة الشباب تكون تلك الاهتمامات فيها أقرب لمسار العلاج والتأهيل منها لمفهوم اللياقة والصحة الجسدية.

وحاجة الشابات والشباب في الالتفات للجسم أضحت تكبر شيئا فشيئا وفق انفتاح المعرفة وتطور الابتكارات وتنامي البحوث تجاه الحقائق والاحتياجات «وفي أنفسكم أفلا تبصرون»، ليغلب على الظن أن السعي وراء إثبات ارتباط الفكر المنتِج الصحي المنضبط إثراء بالجسد المثالي صحة ورياضة ولياقة في تناسق معطيات ثم انطباعات.

والطريق نحو الوصول لمفهوم ثقافي يخص كل مجتمع حول الإطار العام للياقة الجنسين بما يخدم التطلعات سانحة قائمة للمبادرين، ومن يراقب مشهد التشجيع المؤسساتي الحكومي في الميدان العام ومن شتى المرجعيات والانبثاقات على إحياء عادة «المشي» وإرجاع عادة «الدراجة الهوائية» يستلهم من الفرص الكثير، ويقابل ذلك من التحديات ما يلين بالعودة للتأصيل المقاصدي دونما وقوف عند خصوصية مقال ومجتمعات وأوقات.

والتحدي الكبير أمام الشباب والشابات - دون تفريق - هو الاتجاه نحو اللياقة رغم الانتقادات الصامتة أو المتكلمة، وكذلك الاستمرار في برامج تخدم ما يهدفون له رغم معوقات الوصول وحدة ضغط الماديات، والتحدي الثقافي كان بمثابة الفيصل في اشتداد عودة المهنية في مجال اللياقة وفق ما ينسجم مع متطلبات الأجسام، ولربما يكون المرض وسوء النفسيات وكثير من السلبية والتطرف هو القائد نحو ضرورة ملحة للشباب والشابات أن يكون في برامجهم «وقت للياقة» طالما أن اكتساب صورة جسدية وصحة جسمية متاح ويحقق غايات أخرى تجلب لهم سعادة وسلام حياة.

والله تعالى يقول «ثم جعل من بعد ضعف قوة» وما فترة الشباب في تلك المرحلة إلا تفعيل لهذا المبدأ الرباني بأن محفزات القوة «بمعنى التهيؤ للمنشود» واجبة الاستثمار سانحة الأخذ والترويض، ومن يبحث عن نماذج تجعل من التحديات نموذج عمل فليسترجع من إرث المكتوب والمنقول وكثير من المتواتر علاقة الأجساد بالأرواح.

ولقد وجدت في قول ربي « فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» أن سعة الأفق الفكري مرتبطة بالعائد العلمي والثقافي المتعدد على الناظر، كما هي سعة الأفق المادية أمام من يسعى ويمشي داعية لسلامة ومثالية جسد في متاح أكبر من هرولة في ذات المحل دونما رفيق مثلا، وفي كل خير، وكذلك الحال في «وانظروا في ملكوت السموات والأرض» والعيون من فسحة النظر أصح من حجب الجدر والحواجز، كما إعمال الفكر في بديع الكون أصح في العلم من التوقف عند ظواهر دون بحث عن مسببات واستشراف مستقبل، واللياقة منذ ذلك الحين تبني خططها برسم رؤية مستقبلية يتنافس لتحقيقها المتنافسات والمتنافسون.

ونجد لو ربطنا المشي للمسجد البعيد بأجر الخطوات أن ذلك داع للعودة للنظرة المحسوسة المكتسبة من صحة جسد تتحقق بشكل أقل مع خطوات للمسجد القريب، وتعدد نوعيات التمارين اللياقية الفردية في وقت ما تدعونا إلى النظر في مبدأ طول «قيام الليل» بالصلاة والقرآن، إذ المختصون لهم تفريق بين تدريبات فردية وحدوية وأخرى جماعية ولو كانت وجودية.

ومن خلال تقلبات الحياة وجدتني اليوم من أشد المشجعين للرجال والنساء على التماس نهج في اللياقة الجسدية عبر إمكانات نواد وأمكنة مختصة بذلك تحقق لهم المبتغى الجسدي، وتحفزهم على الانخراط في تحقيق مردود حكمة إلهية «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» ثم قضاء وقت يرفع معدل سعادة كل الخلق في حاجة لها «والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف» على المنحيين المعنوي والمادي بلا شك.

بقي أن يقال: إن ما يحيط بمراكز تجمعات اللياقة من تنظيم حسن أو سيئ هو عائد للمطبقين أولا ثم للرواد ثانيا، ولا ناقة فيه ولا جمل - حسب رأيي - لأصل مقصد شرعي في ممارسة مباح أو ابتغاء الأفضل، وحين يكثر الخير المنضبط تقل مساحة شر نخشاه حتما إلا في لمم واقعات هي بتسليط العقوبات القانونية عليها أولى، وحين تكون المحافظة على الصحة مقصدا شرعيا في وقاية من آفة أو مرض فاللياقة على رأس ذلك هي مقصد شرعي مرن تبعا واستلزاما.

albabamohamad@