أحمد الناجم

الكهرباء بـ 9 هللات

السبت - 24 أغسطس 2019

Sat - 24 Aug 2019

بالأمس القريب أعلن عن أول صفقة من نوعها في المملكة في مجال الطاقة الشمسية. هذه الصفقة شهدت الاتفاق على شراء الكهرباء بسعر 9.4 هللات لكل كيلو وات ولمدة 25 سنة من قبل شركة نادك، من خلال محطة إنتاج بالطاقة الشمسية تملكها وتشغلها شركة ENGIE العالمية. هذه الاتفاقية متوقع لها أن توفر على الشركة أكثر من 50% مقارنة بتكاليف الكهرباء التقليدية. فهل ينبئ هذا بسطوع ونمو عال لأنموذج جديد من اتفاقيات الطاقة النظيفة لمشاريع القطاع الخاص؟

إن المملكة مقبلة على مرحلة مهمة في استغلال تقنيات الطاقة النظيفة، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة بما يحقق متطلبات الاستقلالية والاستدامة، لذلك باعتقادي أن المرحلة المقبلة ستشهد نموا متسارعا من قبل المنشآت الحكومية وشركات القطاع الخاص الكبرى للاستفادة من أنظمة الطاقة النظيفة، بما يضمن تكلفة كهرباء أقل وعائدا وطنيا أعظم من خلال تخفيض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية، تماشيا مع مبادرات تمكين الطاقة المتجددة ضمن خطط رؤية المملكة 2030.

وطالما أن المنشآت الكبرى في المملكة طلبها عال على الكهرباء وتوجد مساحات مناسبة ذات إشعاع شمسي جيد فإن أنموذجا كهذا سيكون مناسبا جدا ومشجعا على الاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة.

هذه النماذج تعرف باتفاقيات شراء الطاقة (PPA) التي تتيح لأي منشأة شراء الكهرباء باتفاقيات طويلة الأجل تصل إلى 25 سنة وبأسعار منافسة جدا. ولكن ما تأثير انتشار هذا النوع من الاتفاقيات على شبكة الكهرباء الوطنية؟

إن أهم تحد تواجهه شبكة الكهرباء الوطنية هو القدرة على الاستجابة لأوقات ذروة الطلب على الكهرباء. هذه الأوقات في المملكة تكون غالبا خلال فترة الظهيرة، لذلك يجري تصميم وإنشاء محطات التوليد المركزية بأحجام تتناسب مع حجم ذروة الطلب. فعلى سبيل المثال لو أن ذروة الاستهلاك في المملكة هي 70 جيجاوات فإن التحدي الأكبر لشبكة الكهرباء المحلية هو رفع القدرة الإنتاجية من خلال إنشاء محطات توليد ضخمة وذات قدرات ضخمة للاستجابة لهذا الطلب العالي وأكثر.

لذلك توجه المنشآت الكبرى للاستفادة من أنظمة الطاقة النظيفة سيسهم بشكل مباشر في تقليل حجم ذروة الاستهلاك في المملكة، وبالتالي تقليل حجم الاستثمارات في محطات توليد شبكة الكهرباء الوطنية، وهذا بطبيعة الحال سيسهم في تخفيض استهلاك الوقود، وبالتالي تحقيق هدف من أهم أهداف رؤية المملكة في تقليل الاعتماد على النفط.

وفي اعتقادي أن محطات الإنتاج المستقلة لكبرى المنشآت سيكون لها دور كبير ومهم في مستقبل مصادر الطاقة في المملكة، حيث أثبتت هذه الأنظمة عالميا جدواها في خلق أنموذج جاذب استثماريا للمستهلك، مشجع بيئيا، فاعل اقتصاديا لشبكة الكهرباء الوطنية، وكذلك يخلق فرصا وظيفية كثيرة من خلال تطور هذا القطاع الواعد. نجاح هذا النوع من المشاريع عالميا ينبئ بمستقبل مشرق لهكذا مشاريع في المملكة لما تمتلكه من مقومات وفرص واعدة في هذا القطاع.

@ahmad_alnajem