وزارة الإسكان.. وأزمة إدارة تصريح الوزير!

ما زالت التعليقات مستمرة على تصريحات وزير الإسكان في «منتدى أسبار الشهري»، حول رؤيته للحلول الممكنة لإدارة قضية الإسكان في المملكة، التي تعد إحدى أبرز القضايا حضورا في المشهد السعودي، سواء في وسائل الإعلام، أو في شبكات التواصل الاجتماعي

ما زالت التعليقات مستمرة على تصريحات وزير الإسكان في «منتدى أسبار الشهري»، حول رؤيته للحلول الممكنة لإدارة قضية الإسكان في المملكة، التي تعد إحدى أبرز القضايا حضورا في المشهد السعودي، سواء في وسائل الإعلام، أو في شبكات التواصل الاجتماعي

السبت - 21 نوفمبر 2015

Sat - 21 Nov 2015



ما زالت التعليقات مستمرة على تصريحات وزير الإسكان في «منتدى أسبار الشهري»، حول رؤيته للحلول الممكنة لإدارة قضية الإسكان في المملكة، التي تعد إحدى أبرز القضايا حضورا في المشهد السعودي، سواء في وسائل الإعلام، أو في شبكات التواصل الاجتماعي.

ومن مؤشرات تفاعل الرأي العام مع تلك التصريحات تخطي أحد «الهاشتاقات» ذات العلاقة في «تويتر» حاجز المائة ألف تغريدة!في المقابل، تباينت وتعددت تحليلات الأعمدة والزوايا الصحافية التي تناولت تفاعل السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات وزير الإسكان، فبعض المقالات سخرت من المسألة برمتها، وبعضها الآخر ركّز على سلبية اجتزاء التصريحات وتوظيفها لإثارة الرأي العام وتوجيهه لبناء صورة ذهنية مشوهة عن أحدث الوزراء تعيينا، أو لتصفية حسابات مع الوزارة المستحدثة.

فيما ذهب بعض الكتّاب إلى لوم الوزير على سوء تقديره لاتجاه الرأي العام حول قضية الإسكان، والإدلاء بتصريحات غير مستوعبة للحد الأدنى من تطلعات المجتمع.

ما أراه أن الأزمة الاتصالية لوزارة الإسكان تجسّد الحال الذي وصلت إليه إدارة العلاقات العامة والإعلام (الاتصالات المؤسسية بمفهومها الحديث) في منظومة العمل الحكومي، كما يُظهر استمرار تنامي هذه الأزمة الاتصالية تواضع الأداء في إدارة الأزمة، والتي لم يتم السيطرة عليها حتى اللحظة.

إن الأزمة الاتصالية لوزير الإسكان مع الرأي العام ناتجة عن غياب التخطيط والإعداد لظهور الوزير أمام الجمهور، حتى وإن كان ذلك الظهور في ندوة أو منتدى متخصص ومحدود الحضور.

وكما يبدو فإن ظهور الوزير لم يسبقه تصميم خطة إعلامية متكاملة، تشمل تحديد الهدف من الظهور، ومعرفة الجمهور المستهدف، لتحديد وصياغة مجموعة من الرسائل الأساسية، واختيار أفضل الأساليب وأنسب الأدوات لإيصال تلك الرسائل لإحداث الأثر المنشود.

خاصة وأن التعامل مع قضية خدمية ملحّة ـ مثل الإسكان ـ يتطلب التفكير والتخطيط لاستيعاب أكبر قدر ممكن من ردود الفعل المحتملة من الجمهور، لزيادة فرص التأثير الإيجابي في اتجاهات الرأي العام.

وحتى بعد حدوث الأزمة الاتصالية لوزير الإسكان، لم يصدر عن الوزارة أية ردة فعل من أي نوع! لدرجة أن آخر خبر منشور في الموقع الالكتروني الرسمي للوزارة يرجع إلى 23 ذي الحجة 1436، وآخر تغريدة للحساب الرسمي للوزارة في «تويتر» نشرت في 6 سبتمبر 2015م! وسواء كانت هذه العزلة بسبب قصور في أداء إدارة العلاقات العامة والإعلام، أو نتيجة ضعف صلاحياتها لعدم إيمان الوزير بأهميتها للوزارة، وبدورها المؤثر في التواصل مع المجتمع.

لكن المؤكد أن هذا التصرف السلبي سيضر بصورة الوزير، وسمعة الوزارة، وأخشى أن ذلك الضرر قد حصل فعلا.

والملاحظة البارزة، أن الوزير يملك سيرة عملية في القطاعين الحكومي والخاص، ولا شك أن هذه الخبرة العملية وفّرت فهما كافيا للوعي بأهمية إدارة العلاقات العامة الإعلام للوزارة، خاصة في مجال التنبؤ بالأزمات، ووضع الخطط الاستباقية والوقائية لتجنب حدوثها، إلى جانب الدور المهم للتخطيط الإعلامي في التخفيف من حدة الأزمات الاتصالية، والحد من آثارها السلبية بعد حدوثها، وتقييم الأزمة بعد انتهائها؛ لبناء خطة علمية وعملية لإعادة الثقة في الوزارة، وتحسين صورتها الذهنية لدى المجتمع.