طلال الحربي

ما بعد القدية.. أين رجال أعمالنا؟

الاحد - 04 أغسطس 2019

Sun - 04 Aug 2019

بعد الإعلان عن master plan الخطة الرئيسية التوضيحية لمشروع القدية منذ أيام عدة، وكل وسائل الإعلام تتحدث وتتناول هذا المشروع، علما أن مشروع القدية معلن عنه سابقا ومنذ مدة، والإعلام لم يقصر في مجال التغطية واللقاءات والتوضيحات والحديث عن حجم المشاريع ومساحتها وقوتها الاقتصادية وعائداتها المتوقعة وسوقها التشغيلي..إلخ.

حقيقة ما تم تقديمه في العرض التوضيحي أمر مبهر ورائع جدا، ولا يمكن إغفال أن هذا المشروع وبقية المشاريع الرئيسية الكبرى كنيوم والعلا وغيرهما كلها مشاريع استثمارية تنموية هامة جدا في مسيرة المملكة نحو رؤيتها 2030، وأن ولي العهد حين يقدم مع فريقه الاقتصادي على مثل هكذا أفكار يكونون قد أشبعوا الفكرة دراسة واستخلاص نتائج تحقق الأهداف الوطنية العامة.

لكن ما نفتقده في مثل هكذا إعلانات عن مشاريع عالمية ضخمة كالقدية هو حديث مجتمع رجال الأعمال السعودي، الحديث من النوع العملي وليس من النوع الإعلامي.

ليس من الصعوبة أن يتحدث دكتور أكاديمي في علم الاقتصاد عن فوائد مشروع القدية وما سيحققه للمملكة من نفع وخير، الأمر واضح وجلي والنتائج المتوقعة ضخمة جدا، ومعدلات الانحرافات ضئيلة جدا، وكما تعلمنا في علم الاقتصاد فالانحراف المعياري لأي خطة هو جزء من الخطة نفسها، ولهذا فإن خروج رجل أعمال سعودي ليشرح لنا فوائد مشروع القدية أمر طيب، لكن الأطيب منه أن يشرح ويقدم لنا هذا الرجل من عالم المال والأعمال خطته هو للعمل في مشروع القدية.

العالم كله يتحدث الآن عن مشاريع المملكة الضخمة الكبيرة، ونقرأ ونتابع عن استعداد شركات عالمية وإقليمية للدخول إلى المملكة والمشاركة والمساهمة، بل إن بعض الشركات العالمية والإقليمية أعلنت تحالفات بينها لنيل عطاءات وحصص من هذه المشاريع، وهذا ما نتمناه حقيقة داخل المملكة، نريد أن نرى خططا رئيسية لشركات سعودية وبنوك سعودية وقطاعات سعودية تعلن عن كيفية مشاركتها وعن استعدادها التام لخوض غمار الرحلة نحو المشاريع الضخمة، نريد أن نرى تحالفات بين بنوك وشركات مقاولات وخدمات صيانة وخدمات لوجستية، نريد أن نرى مجتمع رجال المال والأعمال مستعدا جاهزا ويتماشى مع طموح المملكة نحو مستقبلها ورؤيتها المرحلية في 2030.

مشروع القدية مشروع عالمي، مشروع كل صاحب عمل ورجل أعمال في أمريكا اللاتينية أو آسيا أو أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وكل العالم يتمنى المشاركة فيه ويسعى لذلك ويستعد، ونحن نكتفي ببعض اللقاءات الإعلامية لنشكر ونتحدث عن أمور أصلا ذكرت في الخطة التوضيحية ومعلن عنها مسبقا منذ انطلقت فكرة مسيرة القدية، ولهذا حين قلت ما بعد القدية أقصد ما بعد بدء العمل والانتهاء، وهنا أؤكد أن هذه المشاريع عالمية تخدم الوطن ومصلحته العليا، وبالتالي فإن تنفيذها لن يكون مشكلة لدى إداراتها والمشرفين عليها، فالسوق العالمي مليء بالمنافسين والراغبين بالمشاركة، نعم الأولوية للشركات المحلية لكن حين تكون مستعدة وجاهزة ومتعاونة فيما بينها.

نتمنى أن نسمع قريبا عن حفل إطلاق شراكة بين بنك وشركة مقاولات وشركة خدمات وشركة تأمين وشركة استشارات هندسية..إلخ؛ كلها سعودية، وأن هذا التحالف السعودي سيتقدم نحو مشاريع القدية والعلا ونيوم وغيرها لينافس بلمسة عالمية، ولا مانع أن يكون لهذا التحالف أيضا شراكات عالمية أو إقليمية وفقا لما تقتضيه الحاجة، لكن إن غرد كل رجل أعمال سعودي على ليلاه فقد يخرج بحصة صغيرة، لكن ما بعد القدية وحين نرى الذين استعدوا وتجهزوا قد قطفوا ونالوا وحققوا أهدافهم؛ وقتها لا ندم ينفع ولا حسرة تغني.

alharbit1@