مانع اليامي

ولو بكلمة طيبة

الجمعة - 02 أغسطس 2019

Fri - 02 Aug 2019

من المروة وحسن الخلق أن يذكر الإنسان من أحسن إليه، يذكر موقفه ويشكره ويكافئه على المعروف، ولو بما تيسر من طيب القول إن تعسر الظهور وقت اللزوم ورد الجميل بمثله. لا أقول قولي هذا خوفا على ضياع الإحسان بين الناس لكنه الخوف من نمو الإحباط في نفوس الخيّرين الذين يبذلون المعروف لغيرهم لوجه الله على حساب وقتهم أو مالهم، وتصدمهم الأيام في من أحسنوا إليهم بما لا يودون الوقوف عليه.

الصحيح أن طبائع الناس تختلف، والتمييز بينهم من الصعوبة بمكان، ففيهم الكريم الذي يذكر مساعي الآخرين لصالحه بالخير كل الخير، ويبقى على صلة طيبة بهم، وفوق هذا يتحين الفرص لرد الجميل، ولا يفعل هذا فحسب، بل ثمة من يكشف لمن حوله جميل صنع الآخرين له، في محاولة لحفظ المعروف لأهله، ومده عبر الأجيال، وهذا النوع من الناس جعلوا بينهم وبين الأخلاق الذميمة حاجزا أساسه النبل والرفعة.

وما لا يخفى أن في الناس في المقابل اللئيم الخاضع المتلون وقت الحاجة، الذليل في سبيل مصلحته الذي يطرق كل باب ويطلب كل جاه، ولا يكفيه في النهاية التمرد على الإحسان ونكران الجميل بعد الحصول على المنفعة أو الخروج من الموقف العسير على يد أهل المعروف، بل يكافئ كل ذلك في الغالب بالجفاء، وأحيانا بالأذى.

قد يقول قائل انهم فئة قليلة، إلا أن جواب الشواهد الحية يؤكد طغيان نكران الجميل في سائر الأيام التي تنبئ أحداثها بتكاثر الكفرة بالمعروف، ليس على مستوى التعاملات الاجتماعية القريبة أو البعيدة فحسب، بل حتى على مستوى الدول، بعضها تمد يد العون والإحسان لدول أخرى ولا تجني إلا النكران وقلة الوفاء، وهذا ما يؤسف عليه في وقتنا الحالي، لكنها الأخلاق الذميمة، وهذا خراجها في نهاية المطاف. وبكم يتجدد اللقاء.