لماذا أكون رخيصا؟!
الخميس - 01 أغسطس 2019
Thu - 01 Aug 2019
في إحدى المناسبات الاجتماعية سألت أحد المراهقين ماذا يود أن يصبح حين يكبر؟ فرد بكل ثقة: أريد أن أصبح مشهورا، سوف أحقق دخلا جبارا من الإعلانات! استوقفني حماسته، وأي نقاش معه عن أهمية العمل وجدية الأهداف سوف أكون فيها حتما خاسرة!
في ظل تصريح أحد مشاهير السناب في برنامج حواري برمضان أن دخله السنوي يصل 18 مليون ريال وبصراحة منقطعة النظير يقول: لماذا أكون رخيصا؟. دخل سنوي لا تحلم به شركات متوسطة! وكما ذكرت إحدى الممثلات الخليجيات أن دخل الإعلان في السيوشال ميديا يعتبر دخلا مستمرا طوال العام وليس كالتمثيل الذي يقتصر على فترة معينة. «اللهم لا حسد».
ليس المقصود النظر لمدخولاتهم أو أسمائهم، بل تحليل هذه الظاهرة، مشاهير السناب يتقاضون بشكل مبالغ فيه، يا ترى هل من يدفع لهم يعي قيمة ومردود الإعلان حقا على شركته أو على المؤسسة الحكومية؟ ما تنفقه بالتسويق يجب أن يرجع مضاعفا وإلا كنت خاسرا، الحمد الله أن التطبيقات اليوم أصبحت تنافس مشاهيرها في الأسعار وتقلل من سوق العرض والطلب للمشاهير، فمثلا في تويتر تقدم إعلانات ترويجية أكثرا رخصا وتحدد معها شرائحك المستهدفة بكل دقة، وكذلك غيرها من المنصات.
لسنا بصدد تحليل الأسباب أو من أعلى أجر ولماذا، ولا تفسير لماذا تقبل الجهات الحكومية الدفع لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لترويج وتحسين صورتها أو للتحدث عن خدماتها، فلكل نشاط تجاري يمارس صعوباته وتحدياته الخاصة وبشكل عام الأرباح هي من تحدد الاستمرارية. ومعادلة الربح التجاري وصافي الربح ليست سهلة أو بسيطة، ولست ضد المشاهير أو الإعلانيين، ولكن لكل شيء تبعاته وتنظيماته التي تؤثر بالمجتمع.
وما يدعو للاستغراب أن أي شخص لو أراد أن يفتح شركة أو مؤسسة أو أي عمل ذا طابع تجاري، سيجد نفسه ومن اليوم الأول الذي فكر فيه أن يتحرر من الدخل المحدود أو أراد أن يدخل معترك المساهمة في عجلة اقتصاد الوطن، ومع كل التسهيلات سيجد نفسه بين ألوان الإجراءات والتراخيص المتنوعة لعدد من الجهات للنشاط الواحد، وسيدخل في دوامة العلاقات المتشابكة بين القطاعات ورسوم التراخيص، فضلا عن أن يطلع ويبحث عن العقوبات والمخالفات للنشاط الذي ينوي ممارسته! ومنذ الثواني الأولى التي يسجل فيها على موقع التجارة سجله التجاري سيتعرف على ما سيدفعه من رسوم سنوية ويحدد رأس المال ويدفع للزكاة...إلخ.
أما مشاهير السيوشال ميديا لا يحتاجون لكل ما سبق وإن بلغ دخلهم خمسة ملايين! يعملون اليوم في الإعلان التجاري بدون أي تراخيص ولا أي ضوابط، مع أننا قرأنا منذ 2018 أن هناك تنظيما تعمل عليه وزارة الإعلام، لكنه إلى الآن يبطئ الخطى. ننتظر بفارغ الصبر صدور ضوابط ومعايير مزاولة مشاهير السيوشال ميديا للإعلانات التجارية، ونظام الإعلان الالكتروني.
بينما الشركات والمؤسسات الكبيرة والمتوسطة لديها التزامات يجب أن توفي بها كالقيمة المضافة والزكاة..إلخ، وتواجه العديد من التحديات ماليا وإداريا وتسويقيا، فضلا عن مواجهة الخسائر في بعض الاستثمارات.
وقفة تأملية تفكيرية:
بعض القطاعات هامش الربح فيها قليل أو نسبة الخطورة بأعمالها عالية، كأرباح مجمل شركات التأمين بالمملكة ولكل ريال قيمة في تحقيق منظومة الأرباح، فقاعة اليوم للمكاسب الخيالية للإعلان لن تدوم، لنحفظ العقول المنجرفة بحثا عن تقديس الشهرة وبأي ثمن للبحث عن رغد العيش، ولنقطع الطريق أيضا أمام شبهة غسيل الأموال وتضخم الثروات! نريد جيلا نزرع فيه ثقافة رواد الأعمال للمساهمة لتنويع اقتصاد الوطن، وليس تأصيل فكرة الكسب المالي السهل!
@ AlaLabani_1
في ظل تصريح أحد مشاهير السناب في برنامج حواري برمضان أن دخله السنوي يصل 18 مليون ريال وبصراحة منقطعة النظير يقول: لماذا أكون رخيصا؟. دخل سنوي لا تحلم به شركات متوسطة! وكما ذكرت إحدى الممثلات الخليجيات أن دخل الإعلان في السيوشال ميديا يعتبر دخلا مستمرا طوال العام وليس كالتمثيل الذي يقتصر على فترة معينة. «اللهم لا حسد».
ليس المقصود النظر لمدخولاتهم أو أسمائهم، بل تحليل هذه الظاهرة، مشاهير السناب يتقاضون بشكل مبالغ فيه، يا ترى هل من يدفع لهم يعي قيمة ومردود الإعلان حقا على شركته أو على المؤسسة الحكومية؟ ما تنفقه بالتسويق يجب أن يرجع مضاعفا وإلا كنت خاسرا، الحمد الله أن التطبيقات اليوم أصبحت تنافس مشاهيرها في الأسعار وتقلل من سوق العرض والطلب للمشاهير، فمثلا في تويتر تقدم إعلانات ترويجية أكثرا رخصا وتحدد معها شرائحك المستهدفة بكل دقة، وكذلك غيرها من المنصات.
لسنا بصدد تحليل الأسباب أو من أعلى أجر ولماذا، ولا تفسير لماذا تقبل الجهات الحكومية الدفع لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لترويج وتحسين صورتها أو للتحدث عن خدماتها، فلكل نشاط تجاري يمارس صعوباته وتحدياته الخاصة وبشكل عام الأرباح هي من تحدد الاستمرارية. ومعادلة الربح التجاري وصافي الربح ليست سهلة أو بسيطة، ولست ضد المشاهير أو الإعلانيين، ولكن لكل شيء تبعاته وتنظيماته التي تؤثر بالمجتمع.
وما يدعو للاستغراب أن أي شخص لو أراد أن يفتح شركة أو مؤسسة أو أي عمل ذا طابع تجاري، سيجد نفسه ومن اليوم الأول الذي فكر فيه أن يتحرر من الدخل المحدود أو أراد أن يدخل معترك المساهمة في عجلة اقتصاد الوطن، ومع كل التسهيلات سيجد نفسه بين ألوان الإجراءات والتراخيص المتنوعة لعدد من الجهات للنشاط الواحد، وسيدخل في دوامة العلاقات المتشابكة بين القطاعات ورسوم التراخيص، فضلا عن أن يطلع ويبحث عن العقوبات والمخالفات للنشاط الذي ينوي ممارسته! ومنذ الثواني الأولى التي يسجل فيها على موقع التجارة سجله التجاري سيتعرف على ما سيدفعه من رسوم سنوية ويحدد رأس المال ويدفع للزكاة...إلخ.
أما مشاهير السيوشال ميديا لا يحتاجون لكل ما سبق وإن بلغ دخلهم خمسة ملايين! يعملون اليوم في الإعلان التجاري بدون أي تراخيص ولا أي ضوابط، مع أننا قرأنا منذ 2018 أن هناك تنظيما تعمل عليه وزارة الإعلام، لكنه إلى الآن يبطئ الخطى. ننتظر بفارغ الصبر صدور ضوابط ومعايير مزاولة مشاهير السيوشال ميديا للإعلانات التجارية، ونظام الإعلان الالكتروني.
بينما الشركات والمؤسسات الكبيرة والمتوسطة لديها التزامات يجب أن توفي بها كالقيمة المضافة والزكاة..إلخ، وتواجه العديد من التحديات ماليا وإداريا وتسويقيا، فضلا عن مواجهة الخسائر في بعض الاستثمارات.
وقفة تأملية تفكيرية:
بعض القطاعات هامش الربح فيها قليل أو نسبة الخطورة بأعمالها عالية، كأرباح مجمل شركات التأمين بالمملكة ولكل ريال قيمة في تحقيق منظومة الأرباح، فقاعة اليوم للمكاسب الخيالية للإعلان لن تدوم، لنحفظ العقول المنجرفة بحثا عن تقديس الشهرة وبأي ثمن للبحث عن رغد العيش، ولنقطع الطريق أيضا أمام شبهة غسيل الأموال وتضخم الثروات! نريد جيلا نزرع فيه ثقافة رواد الأعمال للمساهمة لتنويع اقتصاد الوطن، وليس تأصيل فكرة الكسب المالي السهل!
@ AlaLabani_1