حنان درويش عابد

لتكن إجازتكم الصيفية مصدر فخر لكم ولذويكم

الخميس - 25 يوليو 2019

Thu - 25 Jul 2019

كلما تغير الزمان تغيرت مفاهيم أهله، وكلما تقدم البشر في تعاطيهم مع بيئاتهم المحلية ابتكروا أنماطا جديدة لم يسبق استخدامها لتحقيق غاياتهم، وبينما انتقل الشاب من العمل في نحت الأدوات اللازمة للحياة من الصخور في العصر الحجري، وعمل شباب آخرون في أزمنة لاحقة في زراعة الأرض وفلاحتها كأعمال دائمة، يحيا شباب العصر الحديث وفق مفاهيم جديدة، لكنها لا تختلف في مضامينها كثيرا عن مفاهيم المئة عام الأخيرة، فمع وجود التعليم النظامي على الأقل منذ قرن من الزمان، لم تتغير حقيقة أن شبابنا وفتياتنا يواجهون كل إجازة صيفية تحديا اسمه وقت الفراغ.

ومع تطور تكنولوجيا عالم اليوم، انتقلت مفاهيم الإجازة الصيفية والعمل فيها لدى كثير من الشباب لتتجاوز التقليدي الذي نشأ عليه جيل آبائنا، فمن أعمال بسيطة مارسها الطالب المدرسي أو الجامعي في القرن الماضي كالعمل في مهن آبائه أو محل تجاري كمساعد، إلى أعمال اتسمت بأنها مبتكرة بعض الشيء، تلك التي وفرتها الدول والحكومات لبعض الشباب الجامعي في المؤسسات الحكومية أثناء إجازاتهم الصيفية.

أصبح الشباب اليوم ذكورا وإناثا أقدر على تنويع مصادر دخلهم الصيفي دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم، ولم يعد الشباب بحاجة كالجيل السابق إلى من يساعدهم في العثور على فرص عمل موقتة ينقذون بها تلك المساحة الزمنية الطويلة نسبيا من الهدر أثناء الإجازة الصيفية، وباتوا يعتمدون على أنفسهم أكثر من أي جيل سبقهم، وأضحت التكنولوجيا أداة مطواعة في أيديهم، لينجح منهم كثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي، ويقدموا الكثير من الجديد والمميز.

وأنت عزيزي الشاب، وأنتِ عزيزتي الشابة، سواء كنتما تنتميان للمدرسة أو للجامعة، لا تتركا الفرص الكبيرة التي توفرها لكما التكنولوجيا دون أن تستفيدا من تلك الفرص في تعزيز مصادر دخلكم الشخصي، وتقليل اعتمادكم ماليا على ذويكم، وتعزيز فرص استقلالكم المادي،

فما كان متعذرا على الأجيال السابقة، يجعل من ركونكم إلى الكسل والسلبية في إجازتكم الصيفية إهانة لتميزكم كجيل يمكنه فعل الكثير مما تعذر على الجيل السابق فعله، فاليوم أنتم قادرون على بلوغ مساحات جغرافية لا حدود لها، وأنتم اليوم قادرون على الوصول لمئات الملايين من الجماهير في كل مكان، وتتنوع طرق النجاح الأدبي والمادي أمامكم، فكثير من الشباب يركزون أكثر على منصات كاليوتيوب لتقديم ما يفيد مجتمعاتهم ولكسب مبالغ طائلة.

ولكن تذكروا، فأدوات التكنولوجيا، ليست فقط تلك المرئية، فالتكنولوجيا وفرت لأقرانكم حول العالم الكثير من الأدوات التي كانت ربما سببا في نجاح كثير منهم في إنشاء مشاريع دائمة.

وفي إجازتكم الصيفية هذه كونوا حالمين حتى حدود ما بعد القمر، فلا تعرقل أحلامكم تلك مثبطات الخوف من الفشل، فأطلقوا العنان لرغبتكم في النجاح وتعلموا أهمية العمل الجماعي، فهو سبب نجاح أغلب المشاريع العالمية التي ترونها مزدهرة اليوم، وتخلصوا من ثقافة العمل الفردي، فهي أكبر عائق أمام نجاحكم في مشاريعكم الصيفية، أو في مبادراتكم الأولى.

أتمنى لكم إجازة صيفية مميزة ومختلفة وسعيدة، كلها أمل وصفاء ونجاح لا يوقفه شيء، ووفقكم الله لتكونوا روادا تفخر بكم أمتكم، وأوطانكم، وشعوبكم.

hananabid10@