أحمد الناجم

نمو متسارع لقطاع الطاقة المتجددة

الخميس - 18 يوليو 2019

Thu - 18 Jul 2019

من شركة واحدة فقط إلى 28 شركة طاقة متجددة سعودية خلال سنة واحدة! كانت هذه أبرز ملامح نتائج التأهيل للمرحلة الثانية من برنامج الطاقة المتجددة في المملكة. هذه المرحلة تشمل إنشاء 6 محطات إنتاج طاقة شمسية تتراوح أحجامها بين 20 ميجاوات و600 ميجاوات.

هذا النمو الكبير في عدد الشركات المحلية القادرة على المنافسة في خلق قطاع طاقة متجددة متكامل ينبئ بمستقبل مشرق. فعندما تم تأهيل شركة سعودية واحدة فقط في المرحلة الأولى من البرنامج ظن البعض أن هذا القطاع سيكون حصرا على الشركات العالمية، ولن يكن للشركات السعودية دور فيه. ولكن المرحلة الحالية أثبتت قدرة الشركات السعودية على المنافسة والنمو إلى أن تكون منافسا شرسا للشركات العالمية محليا.

متفائل جدا بأن الشركات السعودية هذه لن تتوقف فقط على المشاريع الداخلية في المملكة، وإنما فرص توسعها ونموها للدخول في أسواق دول المنطقة ستكون عالية جدا، بل ومتفائل أيضا بأن عدد هذه الشركات المحلية سيتضاعف في المراحل المقبلة من برنامج الطاقة المتجددة. سوف نرى شركات سعودية قادرة على إنجاز مشاريع البرنامج وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بكوادر وطنية وجودة عالمية بإذن الله.

كيف لا ونحن نعيش عصر تمكين الشباب السعودي وعصر توطين التقنيات. هذه البداية واعدة جدا بقطاع مليء بالفرص للشباب السعودي والشركات السعودية لخدمة اقتصاد البلد من خلال إنشاء المصانع، تنفيذ المشاريع، تطوير التقنيات، خلق الخبرات، ومن ثم تصدير الخدمات والمنتجات لدول المنطقة. نحن اليوم نحتفل بتأهيل 28 شركة سعودية، لكن يجب ألا ننسى أن قطاع الطاقة المتجددة في المملكة بحاجة إلى أضعاف هذا العدد لتحقيق أهداف الاستدامة المتكاملة للبرنامج.

وفي المقابل، فإن عدد الشركات العالمية تقلص مع الأسف في المرحلة الثانية من البرنامج إلى 32 شركة فقط، مقارنة بـ 41 شركة في المرحلة الأولى. هذا الانخفاض في اهتمام الشركات العالمية يجب أن يُدرس وتُعرف أسبابه، حيث إن الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الحديث في المملكة مهمة جدا لنقل المعرفة وجلب الاستثمارات وتوطين التقنيات، وكذلك خلق المنافسة الإيجابية اقتصاديا.

نعم، إن القطاع لا زال في مراحله المتقدمة، ولم يصل بعد لمرحلة النضج، لذلك قد تصنفه بعض الشركات العالمية كسوق عالي المخاطر. ولكن العمل الدؤوب الذي يقوم به فريق البرنامج ونجاح المرحلة الأولى منه ليسا إلا مؤشرا جيدا على أننا أمام قطاع قادم بقوة بدعم مهم للاقتصاد في المملكة. هذا المؤشر سيظهر تأثيره في المراحل المقبلة من البرنامج، حيث ستشهد باعتقادي مساهمة فاعلة من رؤوس الأموال الأجنبية، إضافة إلى نمو متسارع للشركات المحلية.

ولتحقيق ذلك أعتقد أن أهم عناصر النجاح تتمركز في إظهار الشفافية، ثم الشفافية، ثم الشفافية، فهي ركيزة نجاح برنامج الطاقة المتجددة لتحقيق الهدف المأمول في خلق قطاع مستدام ذي مساهمة فعالة في نمو الاقتصاد في المملكة. الشفافية في إعلان الأهداف، الخطط، النتائج، وكذلك التحديات ستخلق جوا عاما جاذبا للشركات العالمية والمحلية للمنافسة بكل ثقة وتحقيق أعلى عائد اقتصادي ممكن.

ahmad_alnajem@