فهد عبدالله

إنجاز عالمي لكيان شبابي سعودي

الخميس - 18 يوليو 2019

Thu - 18 Jul 2019

عند البحث والتحري في جميع تجارب الدول الناجحة التي أخذت مكانا بارزا في مصاف الدول المتقدمة بالعالم، ستجد أن جزءا رئيسا من نجاحها المستدام يتمثل في جعلها من مفهوم تمكين الشباب خارجا عن إطاراته النظرية، وأصبح ملموسا تراه في تطبيقات متعددة موجودة على الأرض، وبلا شك أهم تلك التطبيقات المشاركة في صناعة القرار.

هذه الأهمية للدور الشبابي اكتسبت جوهريتها من خلال حالة الروح العلمية والعملية التي عليها أكثر هذا الجيل المتعلم، وكذلك الحالة الراهنة التي تتوافق في مضمونها مع التطلعات المستقبلية التي تنساب في أفكار الشباب الحالم الذي يحمل طاقة كامنة تجاه هذه النهضة الحديثة، فضلا عن أن التوريث القيادي لبناء النهضة الحديثة لا يمكن أن يكون متسارعا دون تمكين الشباب وتجسير الفجوة بين الأجيال المتعاقبة.

وتأتي أهمية الدور الريادي الذي تقوم به فئة الشباب في المملكة العربية السعودية من أن 81 % من سكان المملكة دون سن 45 عاما، و74 % دون سن 30 عاما، و50% دون سن 25 عاما.

هذا النسق الجديد في تمكين الشباب أصبح بمثابة اللزمة الإدارية التي تضعها الدول في رأس قائمة أجندة كيفيات إدارة الدول الحديثة، وتجد ذلك جليا في التقارير العالمية، كما هو الحال في تقارير الأمم المتحدة البحثية التي تدور حول أن الازدهار والتنمية المستدامة للأجيال القادمة لا يمكن أن يقوما دون ضمان مشاركة أكبر للشباب في التنمية، فدون مثل هذه المشاركة سيصعب تأمين التقدم وضمان التنمية المستدامة.

لذلك لم يكن مستغربا أن يكون استهلال رؤية المملكة 2030 كما قال عنها الأمير الشاب الحالم ولي العهد «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بتوفيق الله ثم بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله. وبعون الله ثم بعزيمة أبناء الوطن، سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد».

ورؤية 2030 في عمقها تحوم حول الانتقال بالمملكة العربية السعودية من دولة ريعية؛ النفط مصدرها الأساسي للدخل، إلى دولة رأسمالية تتعدد فيها مصادر الدخل، وتتحول إلى حكومة تدير الاقتصاد لا أن تمتلك موارده، وتقوم فيه على تنظيم العملية الإنتاجية، وكذلك أيضا تقوم الدولة في شكلها الجديد بالوظائف الأساسية تجاه المواطن، فيما يقابل ذلك شعب عامل منتج، لذلك كان تخصيص ونقل ملكية معظم القطاعات الإنتاجية إلى ملكية وإدارة القطاع الخاص هو الطريق.

لذلك يتحتم على القطاع الخاص الرفع من مستوى الوعي بروح تحقيق روح رؤية 2030، والقيام بمسؤولياته تجاهها، فالعمل على هذا الجانب لن يكون إلا بهذا التشبث الحثيث من قبل مكونات القطاع الخاص الذي يقع على عاتقه فضيلة التوافق الواجبة مع هذه الرؤية الحالمة، فضلا عن المشاركة الأصيلة في نهضة المملكة وريادتها.

والجدير بالذكر وفي أولى بواكير النتائج الملهمة للعمل الشبابي المنظم للقطاع الخاص بالمملكة، أعلنت الجمعية الدولية للعلاقات العامة إيبرا (IPRA) المعترف بها من قبل الأمم المتحدة كمنظمة دولية غير حكومية، يوم الثلاثاء 9 /7 /2019 عن الفائزين في جوائزها الذهبية السنوية، والتي تطرحها منذ 1990 في فئات عدة، لتكون المبادرة الشبابية (المجلس الشبابي التنفيذي) التابع لشركة الكهرباء السعودية أول شركة عربية تفوز في فئة الاتصال الداخلي، كمبادرة مبتكرة تعزز دور الشباب في تقوية الاتصال الداخلي داخل المنشأة، وفكرة مبادرة المجلس الشبابي التنفيذي تقوم على تقليص الفجوة بين الإدارة التنفيذية والموظفين، في بادرة جديرة بالاهتمام والتسويق.

هذا الإنجاز العالمي الملهم قرع الباب ورفع الراية لبقية مكونات القطاع الخاص، لرفع وتيرة تمكين الشباب الذي يتوافق مع الرؤية الحالمة والأدوار المنوطة بها حتى تكون تلك الأحلام الريادية في رؤية 2030 واقعا ملموسا نعيشه اليوم وغدا.

fahdabdullahz@