عبدالله العولقي

الدوحة على خطى طهران

الأربعاء - 17 يوليو 2019

Wed - 17 Jul 2019

دأبت طهران منذ اندلاع ثورتها المشؤومة عام 1979 على يد زمرة متشددة مذهبيا ومتعنصرة عرقيا بزعامة المقبور الخميني، على تسييس شعيرة الحج لصالح طموحاتها التوسعية في المنطقة، ولعل تصريح رئيس لجنة الحج الإيرانية حول قداسة تسييس الحج للإيرانيين إشارة صريحة حول منهجية الخمينيين وإصرارهم المتعنت على إشعال نار الفتنة وإثارة فكرة تسييس الشعائر الدينية.

واليوم، يبدو أن تنظيم الحمدين في الدوحة يسير على خطى الخمينيين في طهران بإثارة قضية التسييس، فكلما دشنت وزارة الحج السعودية رابطا الكترونيا لاستقبال طلبات الحجاج والمعتمرين القطريين سارعت الدوحة إلى حجبه وإغلاقه عن مواطنيها والمقيمين فيها، كتكريس لسياستها العبثية في المنطقة، وإصرارا على استفزاز مشاعر المسلمين في كل أنحاء المعمورة.

يبدو أن دروس التاريخ لم تفلح في صد الدوحة عن غيها، فتنظيم الحمدين الحاكم في قطر لا يزال غارقا في وحل أوهامه المستحيلة، ففكرة التعملق السيادي في المنطقة لا تزال هاجسا مقلقا لصناع القرار القطري، هكذا تبدو قراءة المشهد الحالي، والإثارة التي تفتعلها الدوحة عبر تسييس المشاعر المقدسة لا تزيدها إلا عزلة في محيطها الخليجي والعربي، كما أن الإعلام القطري الذي يروج للرأي والرأي الآخر، يتعمد إخفاء الرأي الرسمي للمملكة العربية السعودية الذي يرفض بشدة كل دعاوى الطائفية والمذهبية التي تروج لفكرة التسييس الديني للمشاعر المقدسة.

لا شك أن الدوحة وعبر أموال ضخمة جدا، قد صنعت شبكة إعلامية واسعة (قناة الجزيرة وتوابعها) لترويج أجندتها التخريبية بين شعوب المنطقة، وهي اليوم تستخدم أبواقها الناعقة وتوجههم كقوة ناعمة ضد المملكة العربية السعودية، عبر إثارة قضايا التسييس الديني، فمنصات الجزيرة تروج في برامجها الحوارية أن المملكة تضع العراقيل أمام الحجاج والمعتمرين القطريين وتمنعهم من أداء المناسك الدينية، بينما موقف المملكة موقف صريح، وتتبناه رسميا أمام العالم، وهو أنها ترحب بالحجاج والمعتمرين من كل أنحاء العالم، بمن فيهم الحجاج القطريون والإيرانيون، دون النظر إلى الخلافات السياسية والأيديولوجية، لأنها ببساطة شديدة ترفض فكرة التسييس الديني جملة وتفصيلا.

أخيرا، يبدو أن صناع القرار القطري والمفتونين بآلتهم الإعلامية (قناة الجزيرة) قد تناسوا أن حجاج بيت الله وزواره القادمين من كل بقاع الأرض قد تحولوا إلى آلة إعلامية دولية تترجم للعالم بأسره ما لمسوه في المملكة من الأمن والاهتمام والضيافة، بل وتنافح عن الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في رعاية شؤون الحجيج وزوار بيت الله الحرام، فليبحث القطريون عن أموالهم المهدرة خلف أدراج الرياح، وليعوا من دروس التاريخ الحديث حول المتآمرين عن المملكة، أين هم الآن! ونقول لهم باختصار: أنتم تتآمرون علينا بالدسائس والصغائر، فتعلو مكانتنا رفعة في قلوب المسلمين، بينما أنتم تتصاغرون أمام العالم بأكاذيبكم الملفقة وتزداد عزلتكم.

@albakry1814