منجم العقول
الاثنين - 15 يوليو 2019
Mon - 15 Jul 2019
قبل عدة أيام قرأت في الصحف أنه تم ولله الحمد توقيع اتفاقية بين صندوق التنمية الصناعية السعودي مع شركة الطاقة البديلة «مصدر» لتمويل إنشاء مصنع للألواح الشمسية في السعودية. وأوضحت أيضا بعض الصحف أن هذا المصنع سيكون الأكبر لإنتاج الألواح الشمسية في الشرق الأوسط.
عندما قرأت الخبر غمرتي سعادة كبيرة، لكن سرعان ما تبادر إلى ذهني سؤال مهم: هل يمكننا منافسة الصين في صناعة الألواح الشمسية وهي تفوق جميع دول العالم في هذه الصناعة بمراحل؟ أعلم أن هنالك شراكة استراتيجية مع إحدى أكبر الشركات الصينية في هذا المجال، وقد لا يكون الهدف منافستهم، ولكن إلى أي درجة سنستفيد من تطورهم التقني في صناعة الألواح الشمسية؟
لو راجعنا عجلة الصناعة لوجدنا أن هنالك نماذج عدة، جميع تلك النماذج تعتمد على أربعة محاور رئيسة:
1. التصميم والنمذجة.
2. الإنتاج.
3. اللوجستية - المعنية بإدارة تدفق البضائع والموارد.
4. البحث والتطوير.
عند دراسة الثورات الصناعية الأربع على مر التاريخ، سنجد أن المحور الرابع - البحث والتطوير- هو سيد الموقف. بعبارة أخرى، تم التركيز على تطور التقنية واستغلالها كابتكار في معامل ومراكز البحث والتطوير للخروج بمنتجات عالية التقنية قادت العالم في الاتجاه المخطط له.
إذن المسألة ليست في أكبر مصنع أو الأكثر إنتاجية، وإنما بالتقنية المستخدمة. كما أن هنالك موارد تستخدم في الصناعات كمناجم الذهب والفحم، هنالك موارد أخرى هي «مناجم العقول». استدركت إحدى الدول الصغيرة جدا أن استنساخ الصناعات الموجودة لن ينفعها، لأنها على يقين بأنها ستكون في سباق الصناعة وموقعها في الخلف دائما، تركض لتلحق بالتطور التقني السريع. لذلك قررت تلك الدولة أن تجعل الجميع يركض وراءها، وحققت ذلك فعلا في تميزها بصناعات عالية التقنية في فترة قصيرة جدا، 20 سنة تقريبا. لا يوجد سر في ذلك سوى أن هذه الدولة استثمرت في الجامعات ومراكز البحث العلمي وقدمت نماذج فعالة في الابتكار وريادة الأعمال.
حتى نتوصل إلى ما توصلت إليه هذه الدولة ودول أخرى مشابهة، يتوجب التركيز على تطوير التقنيات محليا. أتمنى أن نتبنى هذا المنهج وننشئ مراكز للبحث والتطوير في مصنع الألواح الشمسية هذا وغيره، أو التعاون مع جامعات محلية لتطوير التقنية. فقد تم ابتعاث أعضاء هيئات التدريس لغرض نقل المعرفة، وها قد حان الوقت لجني الثمار من خلالهم.
HUSSAINBASSI@
عندما قرأت الخبر غمرتي سعادة كبيرة، لكن سرعان ما تبادر إلى ذهني سؤال مهم: هل يمكننا منافسة الصين في صناعة الألواح الشمسية وهي تفوق جميع دول العالم في هذه الصناعة بمراحل؟ أعلم أن هنالك شراكة استراتيجية مع إحدى أكبر الشركات الصينية في هذا المجال، وقد لا يكون الهدف منافستهم، ولكن إلى أي درجة سنستفيد من تطورهم التقني في صناعة الألواح الشمسية؟
لو راجعنا عجلة الصناعة لوجدنا أن هنالك نماذج عدة، جميع تلك النماذج تعتمد على أربعة محاور رئيسة:
1. التصميم والنمذجة.
2. الإنتاج.
3. اللوجستية - المعنية بإدارة تدفق البضائع والموارد.
4. البحث والتطوير.
عند دراسة الثورات الصناعية الأربع على مر التاريخ، سنجد أن المحور الرابع - البحث والتطوير- هو سيد الموقف. بعبارة أخرى، تم التركيز على تطور التقنية واستغلالها كابتكار في معامل ومراكز البحث والتطوير للخروج بمنتجات عالية التقنية قادت العالم في الاتجاه المخطط له.
إذن المسألة ليست في أكبر مصنع أو الأكثر إنتاجية، وإنما بالتقنية المستخدمة. كما أن هنالك موارد تستخدم في الصناعات كمناجم الذهب والفحم، هنالك موارد أخرى هي «مناجم العقول». استدركت إحدى الدول الصغيرة جدا أن استنساخ الصناعات الموجودة لن ينفعها، لأنها على يقين بأنها ستكون في سباق الصناعة وموقعها في الخلف دائما، تركض لتلحق بالتطور التقني السريع. لذلك قررت تلك الدولة أن تجعل الجميع يركض وراءها، وحققت ذلك فعلا في تميزها بصناعات عالية التقنية في فترة قصيرة جدا، 20 سنة تقريبا. لا يوجد سر في ذلك سوى أن هذه الدولة استثمرت في الجامعات ومراكز البحث العلمي وقدمت نماذج فعالة في الابتكار وريادة الأعمال.
حتى نتوصل إلى ما توصلت إليه هذه الدولة ودول أخرى مشابهة، يتوجب التركيز على تطوير التقنيات محليا. أتمنى أن نتبنى هذا المنهج وننشئ مراكز للبحث والتطوير في مصنع الألواح الشمسية هذا وغيره، أو التعاون مع جامعات محلية لتطوير التقنية. فقد تم ابتعاث أعضاء هيئات التدريس لغرض نقل المعرفة، وها قد حان الوقت لجني الثمار من خلالهم.
HUSSAINBASSI@
